بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 23 ديسمبر 2019

Gasan Sh ////////////// (( كان في عينيك ))

(( كان في عينيك ))
كان في عينيك أملٌ
يحملني ويشدني. ويجذبني إلى أبعد المسافات
يطّوفني في مدائن الحكايات
ويتلذذ في رسمي ,,
يشاطرني قصص الوجد والمغامرات
يرسمني فراشة وزهرة وطيفاً
ولوناً من ألوان قوس قزح
يشعلني بقناديل اللهفة
كنجمة متألقة في وسط السماء
يصورني يراعة على الجدران
تنثر الضوء في عتمة الليل
ومدارات الأفلاك
مالذي تغير وصار حتى تخون العيون عهدي
وتجعل حكايتنا أوراقاً في أتون الإحتراق
كان في عينيك أملاً وقيثارة من الوعود
والحاناً شجية تراقص الفراشات عند الفجر
وتطرب العصافير عند حلول المساء
كان سراً من أسرار الهوى
وغرائب الحكايات
كان ترنيمة طهر على جداول الماء
وعلى ضفاف القلوب
كان خيالا من الصور في صفحات الحنين
في بحر عينيك توارت أحلام الحكايات
وتساقطت عرائش اللبلاب
تعرت البهجة من القلوب
وأصبحت الخمائل ذابلة الزهور
أصبحت قفار تسكنها الدموع والأحزان
كيف مات الإخضرار على لوحة الوجود
وصار الربيع خريف يتطاير مع الهواء
ويهرب من بين الفصول
و الدفء راح ينسل من بين الضلوع
وحلّ مكانه صقيع ينخر العظام
أصبحت فراديس النعيم في جنات عينيك
براكين من الجحيم واستعار اللهيب
كيف صار الحلم الأزرق في عينيك باهت الألوان
موجٌ وطوفان وهيجان
يقتلع رواسي الجبال من الأعماق
كيف غاب الندى عن الورود
وتحجرت في المآقي بلورات الدموع
كيف مات الطهر فينا
و أمالنا ضاعت في فراغ المسافات
و صارت أحلامنا ضرباً من السراب
لم يبقى لي شيء في مواطن عينيك
سوى اسم وذكرى
وأحلام مستعارة من دون اسم أوعنوان
كل شيء تاه في زحام الأيام
كأنه لم يكن شيئاً مذكوراً وماكان
كان في عينيك أملا أخضر ..
برعما أخضر
حسبته سيكبر
ويصبح شجراً مزهريناطح السحاب ,,
ما ظننت يوما أنه سيرحل مثل كل الأشياء
خلته سيبقى على الدوام غصنا أخضر
وها أنا اليوم ...
أكذبُ نفسي وألوم قلبي الساذج لأنه يصدق الأوهام
لم أ دري أن الأحلام عصافير
تسافر على غفلة دون وداع
عندما يداهمها البرد والخذلان
كل ما كان في عينيك
كان بريق وزيف وخداع
ولجج ماء وخيال
لست أدري كيف غرقت في بحور الأوهام ,,
ووقعت في مستنقع الشتات
خانتني العيون وخذلتني النظرات
وأصبحت العيون مقبرة
للأمال المسجاة وللأحلام التي كانت تحلق بين الغمام
شيدت في عينيك بروج الوعود
فأصبحت أبراجي آيلة للسقوط وللإانهدام
تعلمت بعد فوات الآوان أن العيون تخون
وتسرع في الآجال
ففي بحر عينيك ماتت كل الأحلام
ولم يعد يجدي نفعاً كثر العويل والبكاء
لم يعد بعد اليوم وقتٌ للصراخ ,,
أصبح الصمت أبلغ من الكلام
سأطوي صفحة الماضي والذكريات
وأكتب في مرثاة العيون ,,,
باقي أحزاني بلا كلمات
فالعيون الجميلة تحمل الخداع ,,,,
سأجهض في ذاكرتي طيور الحنين والاشتياق
الشاعر غسان أبو شقير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق