(لماذا أنتِ ؟ (رسالة نثرية إلى من يعشقها قلبي
-----------
على شفا جرف ختام الحياة
طالعني نورطيفكِ
وسمعتُ صوتك يناديني
يأمرني أن أعود إلى الحياة
يشحنني بروحٍ فيّاضةٌ عارمة
تبِــعتً نداءك
ووقفتُ ببابك
فأخبريني
من دون نساء العالمين
لماذا أحببتكِ أنتِ ؟
أسمعهم يتكلمون عن سحر العيون
ولم أرَ حُسنَ عينيكِ
وأغلب الظن عندي أني لن أراه
أسمعهم يتكلمون عن الشعر الحريري
في سواد الليل الصيفي
يشعُ من بينه ضياء القمر
ولم أرَ انسياب شعرك
وأغلب الظن عندي أني لن أراه
أسمعهم يتكلمون عن نعومة البشرة
وعطر يفوح أريجًا منها
يتكلمون عن الطول
يتكلمون عن الخطوات
يتكلمون عن الهمسات
يتكلمون عن الثبات
يشبهون جمال النساء بالطيور
يشبهونهن بالفراشات
يتفاخرون بالشفاة
يتبارزون بالابتسامات
وأنا لم أركِ
وأغلب الظن عندي أني لن أراكِ
تماست روحانا فخرجت منّا الآهات
لكن أبدًا حبيبتي
لم اسمعهم يتكلمون عنكِ
فأنتِ في معبد العاشقين
قدس أقداس الحب الروحاني
طهارةٌ من طُهرٍ طَـهورٍ
نقاءٌ نقيٌ من عصور
حباتٍ ناصعةٍ كاللؤلؤ المنثور
بروحك تحلقين مع أرق الطيور
نعم احبك
رغم اننا لم نلتقِ
بل إن الحب ليصغُـر
أمام افتتاني بكِ
فأنتِ كل كياني
لستِ مجرد ضلع فقدتهُ وعاد لي من ثاني
لستِ مجرد نبضاتٍ في شقي الأيسر
لستِ مجرد امرأةٌ عشقها رجل أكبر
لا يا حبيبتي أنتِ أعظم وأجلُ وأكثر
ربما تمرين بي صدفة
يومًـا على الطريق
وأنا اهيم على وجهي
ألاطم الظنون كالغريق
أبحث عنك في جنبات روحي
والبعد عنك عذابٌ لا اطيق
لن اشعر بمرورك بجواري
قد انظر إليك وربما تتعجبين
ويكمل كل منا المسير سنين
فلماذا أنتِ ؟
ولماذا أنا بك مفتونٌ
حد الجنون
أمِن قِلة النساء حولي ؟
أمّ مِن شذوذ عقلي ؟
فأما النساء فلا افتقدُ أنسَهُنّ
وما أكثر الحسناوات بينهن
وربما يعجبني بعض حُسنُهن
لكن ما فتنتي مثلك واحدة منهن
وأما رجاحة العقل
فقد بَسطت الحكمة ظلالها
حيث تبسطها في خواتيم الأعمار
ليراجع كل إنسان حياته بملل
بكلمة منكِ تُحيني
بهمسة منكِ تُؤويني
وإلى الحياة تعيديني
وتهبيني وتحمليني
إلى معبد العشاق
بين الأصنام تتركيني
وتعودي إليّ لتسأليني
وتروي ظمأي وتسقيني
من مداد قلمك
بحروف تنجيني
هل عشقت الحب فيكِ
هل عشقت الوهم فيكِ
هل أهيم على وجهي
أريد أن ألاقيكِ ؟
أوتعلمين ؟
أراكِ ملكةً تجلس على عرشها
عرشٌ مَكسوٌ بغطاءٍ مخملي
في لون العقيق
كأنك الماسة العظيمة
وقد لفوها بهذا الرداء المخملي
تخرج بين الفينة والفينة
إلى شرفة قصرها
لتلتقط رسالتي من فورها
وتنظر لي
بعينين مغمضتين
ويداها ترتعشان
من لهفة اللقاء
ثم ترميني بسهام نظرة
أو ترميني بحروف كلمة
لتعود متكاسلةً إلى عرشها
تتربع عليه بأناقتها ورقتها
ليمر الصافون من العاشقين
وهي لا تكترث لمرورهم
فقلبها هناك
تركته في شرفة القصر
حيث الحبيب
الذي وهبته قلبها وروحها
وهو الذي لا ينفك يقف ببستانها
بتنفسها
يحيا بها
يحيا لها
رغم أنه لم يرها
فقولي بالله عليكِ
لماذا أحببتكِ أنتِ ؟
وما الذي جعلكِ حبيبتي
من دون النساء
في يقيني وكياني
في يقظتي وفي أحلامي
حبيبة لا تفارقني من ليلٍ ونهار
حبيبة امتلكت عليّ كل مسار
حبيبةٌ اصبح حبها لها هو النار
وهي الماء الرقراق الذي يطفأ النار
أشاركها انفاس الحياة
لماذا أنتِ؟.
أخبريني.
#إليكِ
بقلم: محمد فخري السعيدي
الجمعة 31 مارس 2017 00:20
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق