(حال ساكني الدنيا)
بنو الدُّنيا جَنَوا كلَّ الهمومِ........تراهم في عذابٍ مستديمِ
ألستَ ترى كريماً من جفاها......مهاناً كلَّ ذي طمعٍ عظيمِ
فهذي الدارُ لم تكرمْ بنيها......وتكرمُ من قلاها من حكيمِ
فإنْ تسألْ بني الدنيا تجدْهم.....ببؤسٍ أو حذارٍ من همومِ
أتُخدعُ بالحياةِ وقد علمتَ.....فأينَ أبو أبيكَ أخا النعيمِ
لقد أمستْ منازلُ أهلِ بطشٍ....خراباً يا أخا العقلِ السليمِ
تولى ساكنوها بعدَ عيشٍ......رغيدٍ كانَ في عهدٍ قديمِ
كأنَّ القومَ ما عاشوا حياةً.....ولم يُلوَ عليهم من نديمِ
ولم يُبكَ على حيٍّ تولَّى....وما يُغني البكاءُعن المُليمِ
لقد أمسوا تراباً في ترابٍ.....ولم يُدرَ الكريمُ من اللئيمِ
تُنُوسوا بعدَ ذكْرٍ في البرايا.....وأمسوا في العقولِ كما العديمِ
ولم يبقَ لهم في الأرضِ شيءٌ......سوى ما يُحصى في علمِ العليم
مدحت عبدالعليم الجابوصي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق