سأكتب رساله وقلمى يُجاهدُ
يخافُ الله ويخشى القِيَم
أغوصُ بأعماقِ كل البحارِ
وتحت الجبالِ وفوقَ القِمَم
وأرسمُ لوحاتِ شعرى بدمعٍ
إذا الدمعُ يفنى بدأتُ بِدَم
وإن سَمِع حرفى حجراً لقالَ
شِعرُكَ أنطَقَ حجراً أصَم
أكتُبُ فكراً وإن كانَ شعراً
ففِكرى بشعرى هو ما يُهِم
أُحَطِّمُ أصنامَ قومى فأفْنى
أصنامَ قومى صَنَماً صنم
لكِنَّ قومى فيهم ذِئابٌ
تركوا الرعاةَ وعبدوا الغنم
ولكنى أنشُرُ فى القومِ فكرى
وأذرِف دمعى أو أبتسم
أحاولُ إيضاحَ بعض الأمور
وأنشدُ إصلاح بعض الذمم
أفَسِّرُ ماجاءَ بينَ السطور
أحبُ النونَ أُقَدِّسْ قلم
وما كنتُ يوماً أبوحُ بشعرٍ
وأمدحُ شراً أو أنتقم
فكانت حرارةُ شِعرى دوماً
تُذيبُ الثلوجَ وتُشحِذ هِمَم
قالوا المذاهبَ شتى فقُلتُ
من كان يَعبُد إلهاً فَنِعْمْ
لماذا الخلافُ والكل يؤمن
مُحمد رسولٌ محمد علم
على جبل عرفه يوم الحجيج
يسعى إليه جميعُ الأمم
ويوم الطواف يطوفُ الجميع
والكلُ يُقَبِّلُ حجراً أصَم
فوحَّدَ كل الناسِ حجر
واختلفوا جميعاً بفِقهِ الذمم !!
فهذا سُنى وهذا شيعى
وهذا داعِشىٌ يرفع عَلَم
كلٌ يُقاتل أخاهُ المسلم
ليأخذ أرضه أو يقتسم
لماذا بعد وفاةِ الرسول
رأى الدينُ فينا أن ينقَسم ؟
ومن كان فينا يقتلُ نفساً
كمن كان يقتل جميع الأمم
والقتلُ شاعَ بين الجموع
هل هذا دينٌ أم مُنتقم !!!!
وفتوى الشيوخ تُثيرُ الغضب
تُدَمر شعوباً وتُفسد أُمَم
قالوا نُدمرُ تمثالاً حجر
كما دمروهُ هنا فى الحرم
وكذلك فعلَ أبو الأنبياء
ونحن لأفعالِهم نلتزم
ياشيوخَ اليومِ أنتم شيوخاً
مازِلْتم تعبدون الصنم !!!
فإن كان صنمٌ مازالَ يُعبَد
لقلنا إهدموهُ وقلنا نعم
ونبى الله سليمان جدى
سخَّر چِناً لنحَتٍ ورسم
وأسَّسَ فناً روَاهُ الكتابُ
أعجبَ كل شعوب الأمم
فاليومُ فينا أبادوا الرسوم
وغداً يُبيدونَ حتى الهَرَم
وقالوا الملاكُ لا يدخلُ بيتاً
بهِ تمثالٌ أو حتى رسم
قالوا جدوداً عليهم إناثاً
واليومُ أنتم تبيعون وهم
فمَلِكُ الكونِ سمَّاهُ مَلَك
وأخفى عنكم مِمّن خُلق
أرى الفكر فيكم طغى وانعدم
قالوا الموسيقى مرضُ القلوب
وكلُ الكونِ يُلَحِّن نَغَم !!!!
فصوتُ البلابل ولحن الغصون
هو فى الطبيعةِ كل النِّعَم
وكتابُ اللهِ يصور معانى
يُلَحِّن نعيماً ويعزف ألم
ومن لا يسمعُ لحنَ الآيات
فقلبٌ أعمى وحجرٌ أصَم
نقولُ قالَ اللهُ يقولوا
هناكَ حديثاً به نلتزم
وإن خالف الراوى معنى الكتاب
فحديث الراوى صار عدم
فكيف يُفكر ذوى الألباب
بما فى الرؤوس أو فى القدم !!
قالوا سنُطلق لِحَانا ونلبس
لباساً يُقَصَّر به نلتزم
ونسوا أن الله سينظر
لقلبٍ وليس لِجسدٍ رُسِم
فقال اللهُ فى وصفِ الوجوه
علامة سجودٍ وضوءٍ وُشِم
فقامَ شيوخ الاسلامُ فينا
أطالوا اللِّحى ولبسوا العِمم
حتى رجال الدين المسيحى
أطالوا اللحى وأطاعوا القسم
حتى رجال الدين اليهودى
أطالوا اللحى بنفس الهِمم
يبدو انَّ إطالة لحاهم
كعَصا الراعى فى لَمِّ الغنم
ويرهِبُ ذئباً جسور إعتدى
وفكَّر معهُ إقتسام النِعَم
وإلا لماذا الجميع إتفقوا
أطاعوا اللحى ورفضوا القِيَم
ما زالوا جميعاً يبيعون وهماً
كما باعوه لنا فى القِدَم
باعوا الجنةَ للناسِ دوماً
واليومِ يبيعون للناسِ وهم
فيا سيدى استفتى قلبك
ولو أفتاكَ شيخٌ هَرِم
ولو كان للهِ فينا وسيطاً
لأنزل مَلَكاً علا وانتظم
وقالوا عورة رجلٍ فينا
تحت السُره وفوق القدم
وجسدُ النساءِ كلهُ عوْره
ولابدَّ ان يرتدون الخِيَمْ
فظُفرُ النساء يُثيرُ الرجال
وصدور الرجال تثيرُ الهِمَم !!
وجسدُ النساءِ من لحمٍ ودم
وجسدُ الرجالِ حجرٌ أَصَم !!
ويوسف قديماً أثار النساء
أم كان هذا قَصَصٌ ووهم!!!!
سأكتب وقلمى يجاهِدُ دوماً
يخافُ اللهَ ويخشى القيم
وأصون لسانى كى لايَسُب
قوما أراهم عديمى الذمم
بقلم الدكتور : عبد الرحمن سليمان
فى ٣-١٠-٢٠١٤
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق