كان ياماكان
ياسادة ياكرام
كان فتى يبيع السعادة
وكان تجواله في البلاد عادة
ينشد الحب يبتغي منه إفادة
يطرب له الجميع دونما إرادة
من الشيخ حتى عمر الولادة
وفي ليلة من ذات الليالي
دخل البلاد وأخذ ينادي
من يشتري مني قلبي الشادي
يطلق يدي يرفع أصفادي
يعتق رقبتي يحرر استعبادي
يلون أيامي يمحو سوادي
يأتيني بالفرح يكسر حدادي
فهرعت إليه فتاة جيداء
محمرة الوجه أسدلت الخجل رداء
رمت على رأسها طرحة سوداء
وقفت منهكة وتنفست الصعداء
قالت أتيت إليك ألبي النداء
فقلبي لشدو قلبك فداء
وأتعهد أن أجعلك من السعداء
ففرح ذاك الشادي بالوعد
قال إنك لأنت حبيبتي من كل بد
تعالي إلي وسأفرش لك الطريق ورد
قالت سأكون لك خادمة وجارية
على أن تحملني للبلاد النائية
قال مالك في السفر من أمنية
هل تمزحين أم تلقي علي أحجية
قالت سيدي إني فتاة ذات حال كئيب
ضاع مني القلب هجر دنياي الحبيب
غاب عني في نهار لم يشهد له مغيب
ومنذ ذاك اليوم مافارقني النحيب
ماعرفت لعلتي دوا لم يشفيني طبيب
فبكا الشادي لحالها أشد البكاء
قال هذه أنت فماذا أفعل أنا
اتخذت الحب هزواً وسلوى
فوقعت بشر أعمالي بلوى
وها أنا متيم صريع الهوى
قتيل سهمٍ للفواد رمى
فاكتبي يا أرض واشهدي ياسما
أني كسرت الدف وتركت الغنا
أدرك شهرزاد الصباح
فسكتت عن الكلام المباح
مولاي
ليلاس قنواتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق