بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 30 يونيو 2016

أمصارنا والعيدُ في التابوت
أبو الاحزان
( عيدٌ بأيةِ حالٍ عدت يا عيدُ )
بِبشــــةِ الأمــــنِ أم للرعــــب تمـــديــدُ
عيد بأعمق جرحٍ عاد في كَفَنٍ
طعم الحلا في عروقِ الصاب ملحودُ
يُغمِّض الليلُ عينيه وينفر من
هــــولِ الدمـــاءِ مجاريـــها آخاديـــــدُ
ويفتح الصبحُ عينيه على جثثٍ
كأنها حطبٌ بالفأسِ مقدودُ
يبكي عليهم نسيم الروضِ في دنفٍ
والدمعُ قطر الندى والحزن مشهودُ
والبحر يلطمُ بألامواج جبهته
أسىً على الارضِ فيها الشرُ عِربيدُ
والارض تستر قتلاها ببردتها
مِن بعدِ أن رُميت يلهو بها الدودُ
وأصفرَّ وجه شروقِ الشمس مِن ألمٍ
يُصيبُ مِن عنفه الألوانَ تشريدُ
وللهلالِ آرتداءُ السودِ معتكفاً
يوماً من الشهر غماً وهوَ معمودُ
ثمارُ أشجارنا تشكو رداءتها
مِن سوءِ فلاحِها والنصحُ مفقودُ
أما الجِمال بأحداثِ الدنا أسفَتْ
فحِقدها جنبَ حِقد الناسِ محمودُ
أما القلوب ففي أجوافِها عَجَبٌ
فيـــها المآتـــم إيعــــادٌ وتنديــــدُ
حتى الصخورُ ففي أصلابها وَغَرٌ
لِأنْ ينافِسَها ناسٌ جلاميدُ
في كل مصرٍ مِن ألامصارِ بهجتُهُ
في عيدهِ بلبلُ الأفراحِ غِرّديدُ
وبلبل العيد فينا ظلَّ منصرفاً
عن المسرات إذ يقصيهِ تعقيدُ
ولم تكن مثلنا الأقوام في ألقٍ
أيام أعيــادهم تحلو المواعيدُ
واليومَ يستنطقُ العيد الكئيبُ شجىً
كزهــــرةٍ ذبلـتْ إذ أجدبـت بيدُ
كأنما نُصبت في الصابِ خيمتنا
لموتــةِ العيـــدِ والأحـــدادُ ممــــدودُ
أو كالدمى مالها روحٌ تحركها
جسمٌ مِن الطينِ فيهِ حلَّ تجميدُ
ونسأل الله أياماً مسالمةً
فيها لحر الشجى الممتدِ تبريدُ
حتى نقول بيوم ضاحكٍ فَرِحٍ
عيدٌ بأجملِ وجهٍ عُدتَ يا عيدُ
فيطرد البشرُ أحزاناً مُهيمنةً
وينتهي في خِطام الموتِ تهديدُ
أبو الاحزان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق