بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 25 يونيو 2016

خاطرة.... افتح الستار
في آخر ساعات الليل الراحل إلى حضن الزمن الماض
أغلقت دفتري وودعت قلمي وبدأت أتصفح خواطر وأشعار الأحبة الأجلاء
وفجأة غرقت في بحور من الحزن واليأس والكآبة.
وتزاحمت كلمات الشكوى والشتيمة حول صوان أذني.
وطار النعاس من تحت الجفون وهاجرت السكينة وكادت مصابيح الأمل تنطفئ.
فما كان مني إلا أن أزيح ستار الحزن وأضيء قناديل الذاكرة
وأترك العنان لروحي لترحل إلى البعيد لتسامر ذكريات الأجداد
ما إن عادت وهي حاملة راية البشارة حتى أيقظتُ ولدي وخاطرتُه:
أفتح الستار يا ولدي ...
وأعلن عن مجد أوطاني
أنا مشرقي الأصل سوري
المنبت لا اخجل من نسبي
أنا كلُّ المذاهب والأعراق
بلاد الشام أوطاني وأمجادي
وبلاد الرافدين منبتي وفخري
واللواء أرضي. وأنطاكية قبلتي
والعربان والأتراك أخيلة وأوهام.

أفتح الستار يا ولدي ...
وأعلن عن بدء لحظة النطق
رغم كل أنواع القهر والفتنة
أنا من صدر معلولة الشام
ومن سهل دجلة والفرات
لي فخر أنا دمشقيٌ من حلب
ومن الخابور و بانياس والحصن
أنام في حوران وأحلم بالقدس.
وأنشد للسويداء وبصرى الشام

أفتح الستار يا ولدي ...
ودع شهرزاد تروي
وشهريار نائم بالحلم
ومن ينوح ومن يشتكي
ومن يرصف الكلمات ولا
يدري كيف يحبك يا وطني
أنا مشرقي وشمسي بهية
وفتيان أمتي ساروا بهمَّة
لحماية الوطن والقضية
فلا يهمهم خيانة العربان
ولا شعراء عصر مندثر
يجيدون الشتم والإحباط
والعتاب وتقلد الألقاب .

أفتح الستار يا ولدي
ها قد أطلَّ القمر بدراً
مكتمل الهيبة والجمال
فرغم عشقنا للعتمة لكن
لهيب نار بصيرتنا متَّقد
فلا يعنينا شمس حَضَرٍ
ولا هلالَ صائمٍ خائن ِ
فقناديل الديار مضاءة
بدماء شهدائنا الأبرار

أفتح الستار يا ولدي
نحن أمة تاريخ وقضية
وأثارنا مقدسات مشرقية
والرجولة ليست شارب قط
ولا فحولة ثور همجية
فمن يعشق نواح المآتم
له الغرب ومجالسه الوهمية
نحن أبناء المشرق لنا قضية
نعلن عن بدء فصول المسرحية
نكشف عن كلّ أخطائنا الخفية
وعن مصادر القهر والذل الغبية
وعن كلَّ المشوهين لنا وللقضية
نحن شعب لنا بالقلب قضية
نحميها بالحب وبالأفئدة الزكية

جوزيف شماس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق