بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 23 ديسمبر 2018

حسان يوسف /////////////////////////////////////////////////// #ديما

#ديما
قصيدة كتبتها لابنتي ديما و هي طفلة كفيفة تكتب بواسطة ألة برايل ( الحروف النافرة )
ميلادُها قد صارَ لي تقويما
فأنا وُلِدْتُ بيومِ مولِدِ ديما

ما كان لي من مؤنسٍ في وحدتي
صارتْ لروحي في الحياةِ نديما

بسماتُها متنفَّسٌ لجوارحي
فأنا أَعُبُّ منَ الشِّفاهِ نَسيما

أروي ضلوعي من دموعِ عيونِها
فدموعُها صارتْ لها تسنيما

كلَّمْتُها في المهدِ أرشفُ مِسْكَها
أمست لقلبي و العيونِ كليما

قالت : أيا أبتي عيوني قد خبتْ
و الكونُ من حولي أراهُ سقيما

فأجبتُها : نورُ الفؤادِ لها فِدا
حتى و إنْ صارَ الفؤادُ عقيما

قد أبصرتْ بحواسِهَا و جَنَانِها
فالصُّوتُ كانَ من الحشاءِ رخيما

و بصيرةٌ قد أينَعتْ زَهْرَاتُها
أحيتْ بروحي و الضُّلوعِ صميما

سلكتْ دروباً في الحياةِ بقوةٍ
و لطالما كانتْ لنا تكريما

حفظتْ منَ التنزيلِ آياتِ الهدى
فالله كانَ معَ الفتاة كريما

لمستْ بأصبَعِها حدائدَ آلةٍ ( 1 )
فتخالُ نغماتِ الحديدِ رنيما

قرأتْ حياةً من نفورِ كتابةٍ ( 2 )
في ظلمةٍ ، أمسى النفورُ رقيما

فأَنِرْ إلهي دربَ ( ديما ) و ارعَهَا
و لْتَقْشَعَنَّ عنَ العيونِ سديما

حسان يوسف
(1) ألة : ألة برايل يستخدمها المكفوف في الكتابة
(2) نفور : الاحرف النافرة التي يكتبها الكفيف بواسطة الة برايل

هناك تعليق واحد: