مولد الحبيب
هـلّ الرّبيع ...تفتّحَ الـنوّارُ
واسْتَبشرتْ بِقدومهِ الأطيارُ
فربيعُنا مُتجدّدٌ ويغارُ منْ
أيـّامـهِ ....مُتحسّراً..... آذارُ
وربيعُنا ملأَ الـدُنا مُتربّعاً
عَرشَ الجَمالِ تَقودهُ الأنوارُ
وربيعُنا حاز الملاحةَ والبَها
لـمّا أَهـلَّ بِلَيلـهِ المُـختارُ
في ليلةِ الإثنينِ يهتكُ سِترها
فجرٌ أضـاءَ ....فكُنِّستْ أقمارُ
نيـرانُ فارسَ أُخمِدتْ، وتصدّعتْ
عِـندَ الولادةِ ..... تِلـكمُ الأسوارُ
وتَقلقلتْ في رَجـفةٍ وتمايلتْ
بِقُصـورهـا... فـَكَأنّـهُ الإعـصارُ
والنـّورُ أبرقَ في السّماءِ مُنبّئاً
للعالـَمينَ .... وكمْ سَـرتْ أخبارُ
وُلدَ الحبيبُ ....تهَلّلي وتزَيّني
بالـنّورِ يَغـمرُ أرضَـنا يا دارُ
وُلِـد الحبيبُ مُبشّرًا بقُدومهِ
بـالحـقِّ لاحَ فنُكّـستْ أحجارُ
وُلـدَ اليتيمُ بمكّةٍ.... فتعاظمتْ
حَـتّى اشْـرأَبّـتْ صَوبها الأنظارُ
وُلدَ الكريمُ ونورُهُ مُـتواترٌ
عَـبْرَ الكـرامِ ....مُنزّهٌ مٍعطارُ
وغـدا على كلّ الكرامٍ منارةً
لـمّا يـجودُ فجودُهُ المِدرارُ
وغـدا أباً يتسابقُ الأبناءُ في
رَشـفِ الـنّـدى ولعلّها تَختارُ
بينَ الأُبـوّةِ من دمٍ فتعافُها
نَحـوَ النـّـعيمِ تسوقُها الأقدارُ
وغدا الأمـينُ تنقّلـتْ أخبارهُ
بـينَ الـبَرِيّـةِ ....قالها الكفّارُ
الصّادقُ المصْدوقْ كانَ مُؤيداً
بـينَ الصُّـدورِ وقولُهُ الإصدارُ
في الغارٍ يلتمسُ العبادةَ والصّفا
نَـحوَ الإلـهِ ..... تقودُهُ الأفكارُ
مُتجـنّباً طُرُقَ الضّلالةٍ ينتَحي
نـهجاً حَنـيفاً زانــهُ الإصـرارُ
حتّى أتاهُ الوحيُ يطرقُ سمعَهُ
إقْـرأْ ....فقد كُـشِفتْ لكَ الأسرارُ
فتَدثّـرَ المـحبوبُ عندَ خديجةٍ
فـي رِعـدةٍ .... تتراقصُ الأستارُ
وتتابعَ النّـورُ الّـذي أوحى لـهُ
أنْ قُـمْ فأنـذرْ جاءك الإشعارُ
إصـدعْ بما طلبَ المليكُ بأمرهِ
فلقد طغى من قومكَ الأشرارُ
ودعا أكابرَ قومهِ فتباعدوا
والشّـرُّ يعقدُ حِـلفَهُ الفُـجّارُ
هَـدّدتَ صرحَ جهالةٍ فتجمّعوا
كي يغدروا.... إنْ أفلـحَ الغدّارُ
لكنّ وعدَ اللهِ..... يتْمِمُ نـورَهُ
حـتماً ولو كَرهـوا ومهما جاروا
وتآمروا واللٌيلُ يُخفي سِرّهُم
طـافَ الكـرى فتقفّلتْ أبصارُ
وغـدا العبيدُ جنودَ دينكَ والهدى
والـجهلُ يُشـعلُ نارهُ الأحـرارُ
وجـثا مع الصّدّيقِ يرقبُ جمعَهم
لا لا تـَخـفْ فالثّـالثُ السـتّارُ
وبَنتْ عناكبُ خـيمةً وتجـهّزتْ
قُـمـريّـةٌ ..... إذ جاءها الزوّارُ
ومضى وطيبةُ دارُ هجرتهِ الّتي
بِـمحمّـدٍ تُـروى بها الأوطـارُ
يا تُربةً وَطىءَ الرّسولُ تعطّري
فالعـطرُ في جَـنباتِـها سـيـّارُ
والكونُ يَحسدُ تُربها ونَسيمها
وادي العـقـيقِ تَبُـثّهُ الأشعارُ
والرّوضةُ الغنّاءُ يُسعد ضيفُها
يـا جـنّـةً زحفتْ لها العُمّـارُ
يا خيرَ من وَلجَ السماء بدعوةٍ
لـمْ تَروِهـا كَـتبٌ ولا الأسـفارُ
وشفاعةٌ ما نالها رسُلٌ ولا
كَـلَّ الأُلـى أو أوْليا أبرارُ
والكوثرُ المعسولُ باتَ مُهيئاً
للمـؤمنينَ على الظَّما تَشـتارُ
يا مَن تمنّـى الرُّسْلُ أُمَّتكَ الّتي
أسّّسْتـها ......وجُـنودُكَ الأُمّـارُ
أحْـييتَ أُمّـتَنا بنهـجٍ قادَهـا
نَـحوَ السّـماءِ رَقتْ وكانَ الغارُ
أنتَ الحبيبُ وحُبُّكم يا سيّدي
نَـسغُ الحـياةِ وقَـلبهُ الـهَـدّارُ
عزفَتْ عيوني عن سِواكم نظرةً
والـدَّمعُ في وِديانهِ..... أنهـارُ
والشّوقُ مُحتدمٌ يمزّقُ قلبَنا
وصـَبابةٌ مُـزِجتْ بها الأغوارُ
أَمَلي شفاعةُ سيّدي أحظى بها
يـومَ الحـسابِ تُـعدَّدُ الأوزارُ
وصلاةُ ربّي كلّما بزغَ الضّيا
أو لاحَ نـجمٌ في السّما دَوّارُ
يندى بها قلبي ويقرؤها فمي
أهـْديكَـها .....حـتّى تَفي الأقدارُ
حـتّى أُحمّلَ فوقَ نعشي عائداً
لإقـامتي إذ تَنـتهي الآتـارُ
وعلى صَحابكَ من إذا ذُكروا همَتْ
سُحـبٌ مـنَ الرّحَـماتِ والأمـطارُ
جُودوا بِوصلٍ يا كرامُ تعَطّفوا
فالعـطفُ فيكـم شيـمةٌ مِحضارُ
ورجوْتُكم مُستعذراً لِتطاولي
لـكـنّ حُـبّي شافعٌ فـَوّارُ
هذا كلامي قاصرٌ في مدحكم
فالحـرفُ نـاءَ ....وَردّهُ الإعثارُ
يـحيي الهـلال
30/12/2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق