بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 18 فبراير 2017

(( من خلف السـّـراب )) شعر:د.وصفي تيلخ الأردن



أُناديكِ يا نبضةً في فؤادي
----------------------- ويا بسمةَ الأمل المنتظَرْ
وأنشودة العمر تُزْهى برُوحي
--------------------- ورسماً تجلّى بأبهى الصّورْ
أناديكِ من خلف هذا السّراب
------------------------ تجسّد سدّاً أمامي استقر
فما زلتِ في جَنَبات الفؤاد
--------------------- تجوبين دَرْب الهوى المستعر
ويَسْري بدمّي نداء الحنين
---------------------- ويرنو بحبٍّ إليكِ النّظــــــــر
أنام وطيفكِ ملءُ خيالي
---------------------- وأصحو بشــــوقٍ كحَرّ الجَمَر
فكم رفّ رُوحي إلى شاطئيكِ
------------------------ بُعَيْد الغروب يناجي القـــمر
وكم كنتُ أحسد مَوْج البحار
------------------------ يداعب خدّيكِ عند السّحـــــر
وكم كنتُ أختال بين المروج
-------------------------- أهيم بحبٍّ نمـــــــا واستَعَر
وما زلتُ أذكرُ تلك اللّيالي
------------------------- وشَدْوَ الطّيور وهَمْس الشّجر
ونغمة ( زِيْزِ ) الحَصَاد تردّد
------------------------- لحن الوفاـــــــــــء وجَنْيَ الثّمر
ولكنْ قضى الله يا أختَ رُوحي
-------------------------- فراقاً مُريعــــــاً يُذيب الحجر
ويوم هجرتُكِ ضيّعتُ نفسي
--------------------- وأحسستُ بالهمّ يأتي زُمَـــــــــــر
مضيتُ ونفسي تساقِطُ حُزْنا
--------------------- نفوســـــــاً تجنّى عليهـــــــا البَشَر
ورُحْتُ وفي مُقْلَتيّ انبهـــــــارٌ
---------------------------- إلى أين أمضي وأين المَقَر
وما زلتُ أمشي وللصّمت حولي
---------------------------- مَعانٍ تمثّل فيهـــــا الخطـر
إذا سِرْتُ في الدّرب دربِ الحياة
----------------------------- تعثّرْتُ بين ألوفِ الحُفَــــر
أيهنأ عيشي بهذي الحيـــــــــاة
-------------------------- أصارع فيها صنوف الغِيَر؟!
أتَحْمِلُ تلك الرّزايا الثّقال
----------------------- بقايــــــــا فؤادٍ ذَوَى وانفطـر؟!
أجلْ قد صَبَرْتُ وكنتُ أرَجّي
-------------------------- لقـاءً برغم النّوى والضّرر
وفي ليلةٍ في خِضَمّ الظّــــــلام
--------------------------- كأنّي توَسّدْتُ فيهــا الإبَر
تلمّسْتُ وجه الصّبـــــاح ولكنْ
---------------------------- تمرّ اللّيالي ولا مِنْ أثر
فأقسمتُ سوف أعـــــود وأنّي
-------------------------- سأنهي بنفسيََ هذا الضّجر
سأنهضُ رغم جراح الزّمان
-------------------------- وأصعدُ مِنْ هُوّة المُنحَـــدَر
سأصنعُ للّيل فجـــــراً جديداً
----------------------- يلأليء في الكون مثل الدّرر
سأنهي حياة الفراق بحزمٍ
----------------------- وأنفضُ عنّي غبـــــار السّفر
سأجتاز بحر السّراب اللّعين
------------------------ وأهزأُ من كلّ ذاك الخطر
ألا فاسمعيني, أجيبي ندائـ
-------------------- ـيَ لا، لا تخافي ذئاب البَشَــر
فها قد أتَيْت وشَوْقي لهيبٌ
--------------------- رفيق دروبي إليكِ القمـــــــر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق