.
تبوح بنت فلسطين الشامخة بآهات صدرٍ نال منه اليأس وجدتها التي - عايشت النكبة - بين حضورٍ
.
وغياب بين انتباهة وشرود قد امتلأ قلبها حنيناً ثم تتحاوران
.
(وطنٌ تركنا )
..........................
ياقلبُ أنهكهُ الضياعْ
.
يالحمُ تنهشهُ الضباعْ
.
ياكرمُ قدْ نفشتْ دواليهِ الثعالبُ ماتراعْ
.
ياحقلَ قمحٍ كمْ رويتَ على السنينِ منَ الدماءْ
.
وطنٌ تركنا خلفَ مُغبرِّ القطيعةِ والبلاءْ
.
جنّاتُ أرضٍ أمْ سماءْ
.
ضحكاتُ قلبٍ هزّهُ مرحُ المسيرْ
.
وتناغمُ الخطواتِ ... غيدٌ قدْ بَكُرْنَ إلى الغديرْ
.
وزهورُ أرضي وادعاتٌ يستفقنَ معَ العبيرْ
.
وملاعبُ الصخبِ البريءْ
.
وتقافزُ الأطيارِ والشدوِ الجريءْ
.
زوّادةُ الفلاحِ يحضنها مباركةً ومأكلها مريءْ
.
وأرى ترحُّلَ جدتي درباً بعيدةْ
.
شردتْ إلى ربواتِ قريتنا وذكراها السعيدةْ
.
وتقول :- لي يابنتِ لاتنسي فلسطينَ المجيدةْ
.
انا منْ هناكْ
.
أيها وجذركِ منْ هناكْ
.
تربٌ مقدسةٌ تكنفها الأعادي بالهلاكْ
.
وأقول :- ياستّي امازالتِ قلادتكِ العتيقةَ تحملينْ
.
خيطُ ومفتاحٌ صديءٌ تحضنينْ
.
والحلمُ بالعودِ القريبِ تؤمّلينْ
.
ضاعتْ بنا ياجدّتي وهيَ المضاعةْ
.
هجٌرتْ ومنْ أبنائها فكحالُ مزجيِّ البضاعةْ
.
وترسّختْ قدمُ الشتاتِ وأوغلتْ فينا القناعةْ
.
فأحمرَّ وجهُ حبيبتي غضباً لقولي ماتطيقْ
.
لغةَ الإياسِ لمنْ تحسَّ بأنّها تطوي طريقْ
.
للعودةِ المأمولُ مسلكها
.
ومهما حلَّ ضيقْ
قالتْ : - أيابنتي ضللتِ عنِ الحكايةْ
.
هلّا استعمتِ إلى تفاصيلِ الروايةْ
.
حمرٌ منَ الإفرنِج قد فرضوا على الوطن ِ الوصايةْ
.
عسفوا بنا سلبوا البلادَ وقدّموها لليهودْ
.
ورجالُ صدقٍ مارضوا بالخُسفِ يغتالُ الوجودْ
.
نهضتْ سواعدُ قدْ أبتْ رسفَ القيودْ
.
فتآمرتْ دنيا بأجمعها علينا
.
حتى بنو عمٍّ حسبناهم إلينا
.
وسنين آلامٍ على كِبْرٍ طوينا
.
فأنساقَ غولُ الحقدِ يطحنُ كلَّ رابيةٍ تعالتْ
.
بمجازرٍ لاترعوي محنٍ توالتْ
.
دفعتْ بنا الأهوالُ تغريبا فغالتْ
.
وتلقفتنا عيشةُ التشريدِ في كلِّ المنافي
.
تحتَ السماءِ مشققُ الخيماتِ في هدرِ السوافي
.
وسفيننا تاهتْ بها الأنواءُ عنْ تلكَ المرافي
.
تُركتْ فلسطينَ الحبيبةَ بعدَ أنْ سُقيتْ دما
.
ومواكبُ الشهداءِ أحيتْ للكرامةِ موسما
.
ونضالُ تلكَ جذورنا طالتْ نواصيهم سما
.
فالعودُ ليسَ بخاطري ضربُ أحتمالْ
.
لكنّهُ الحتمُ المرسّخُ كالجبالْ
.
فالقدسُ عائدةٌ لنا قسماً سنغلبهُ المحالْ
.
الأرضُ كلُّ الأرضِ عائدةٌ لنا ومهما الظلم طالْ
................
أحمد قطيش
تبوح بنت فلسطين الشامخة بآهات صدرٍ نال منه اليأس وجدتها التي - عايشت النكبة - بين حضورٍ
.
وغياب بين انتباهة وشرود قد امتلأ قلبها حنيناً ثم تتحاوران
.
(وطنٌ تركنا )
..........................
ياقلبُ أنهكهُ الضياعْ
.
يالحمُ تنهشهُ الضباعْ
.
ياكرمُ قدْ نفشتْ دواليهِ الثعالبُ ماتراعْ
.
ياحقلَ قمحٍ كمْ رويتَ على السنينِ منَ الدماءْ
.
وطنٌ تركنا خلفَ مُغبرِّ القطيعةِ والبلاءْ
.
جنّاتُ أرضٍ أمْ سماءْ
.
ضحكاتُ قلبٍ هزّهُ مرحُ المسيرْ
.
وتناغمُ الخطواتِ ... غيدٌ قدْ بَكُرْنَ إلى الغديرْ
.
وزهورُ أرضي وادعاتٌ يستفقنَ معَ العبيرْ
.
وملاعبُ الصخبِ البريءْ
.
وتقافزُ الأطيارِ والشدوِ الجريءْ
.
زوّادةُ الفلاحِ يحضنها مباركةً ومأكلها مريءْ
.
وأرى ترحُّلَ جدتي درباً بعيدةْ
.
شردتْ إلى ربواتِ قريتنا وذكراها السعيدةْ
.
وتقول :- لي يابنتِ لاتنسي فلسطينَ المجيدةْ
.
انا منْ هناكْ
.
أيها وجذركِ منْ هناكْ
.
تربٌ مقدسةٌ تكنفها الأعادي بالهلاكْ
.
وأقول :- ياستّي امازالتِ قلادتكِ العتيقةَ تحملينْ
.
خيطُ ومفتاحٌ صديءٌ تحضنينْ
.
والحلمُ بالعودِ القريبِ تؤمّلينْ
.
ضاعتْ بنا ياجدّتي وهيَ المضاعةْ
.
هجٌرتْ ومنْ أبنائها فكحالُ مزجيِّ البضاعةْ
.
وترسّختْ قدمُ الشتاتِ وأوغلتْ فينا القناعةْ
.
فأحمرَّ وجهُ حبيبتي غضباً لقولي ماتطيقْ
.
لغةَ الإياسِ لمنْ تحسَّ بأنّها تطوي طريقْ
.
للعودةِ المأمولُ مسلكها
.
ومهما حلَّ ضيقْ
قالتْ : - أيابنتي ضللتِ عنِ الحكايةْ
.
هلّا استعمتِ إلى تفاصيلِ الروايةْ
.
حمرٌ منَ الإفرنِج قد فرضوا على الوطن ِ الوصايةْ
.
عسفوا بنا سلبوا البلادَ وقدّموها لليهودْ
.
ورجالُ صدقٍ مارضوا بالخُسفِ يغتالُ الوجودْ
.
نهضتْ سواعدُ قدْ أبتْ رسفَ القيودْ
.
فتآمرتْ دنيا بأجمعها علينا
.
حتى بنو عمٍّ حسبناهم إلينا
.
وسنين آلامٍ على كِبْرٍ طوينا
.
فأنساقَ غولُ الحقدِ يطحنُ كلَّ رابيةٍ تعالتْ
.
بمجازرٍ لاترعوي محنٍ توالتْ
.
دفعتْ بنا الأهوالُ تغريبا فغالتْ
.
وتلقفتنا عيشةُ التشريدِ في كلِّ المنافي
.
تحتَ السماءِ مشققُ الخيماتِ في هدرِ السوافي
.
وسفيننا تاهتْ بها الأنواءُ عنْ تلكَ المرافي
.
تُركتْ فلسطينَ الحبيبةَ بعدَ أنْ سُقيتْ دما
.
ومواكبُ الشهداءِ أحيتْ للكرامةِ موسما
.
ونضالُ تلكَ جذورنا طالتْ نواصيهم سما
.
فالعودُ ليسَ بخاطري ضربُ أحتمالْ
.
لكنّهُ الحتمُ المرسّخُ كالجبالْ
.
فالقدسُ عائدةٌ لنا قسماً سنغلبهُ المحالْ
.
الأرضُ كلُّ الأرضِ عائدةٌ لنا ومهما الظلم طالْ
................
أحمد قطيش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق