بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 29 فبراير 2016

على حافة الجرح...بقلم محمّد الخذري



يَخْتَبِئُ الحُلْمُ
يَثْوِي في رَحِمِ اللَّيْلِ
يَتَشَظَّى رُؤًى..
أرَى عَيْنَيْ أمِّي المَيِّهَتَيْنِ
يَسْتَعِرُ فِيهِمَا مَاءُ الحَزَنِ
تَرْمُقَانِ احْتِضــارَ اللُّغَةِ على مَضَضٍ
تَرْثِيَانِ رِيَبَ الزَّمَنِ
تُرَفْرِفَانِ فَوْقَ الكَفَنِ
وَقَدْ لاَحَ وَجْهًا عَاريًا بِلاَ ضِيَــاء
هُنَاكَ في المَدَى البعيــــد
أسْمَعُ صَوْتَ أبي العربيّ
وقد انْتقضَ من بين الأجداث
عاشقًا غريبًا
يُدَوّي دويّــــا
سَيْفًا صَقيـلاً
يَشُقُّ جَسَدَ الظّلام
يُرْسِلُ زَفْرَتَهُ عَمِيقًا
يصَّاعَدُ أُوارُها وَهيجًا
يَغْشَى أفْئدةَ الأحياء
يَخْضَلُّ صَوْتُهُ عَلَى حَافَةِ الجُرْحِ
تُسَافِرُ الرّوحُ بالجَسَــدِ
يَجُودُ القَصِيدُ كالغَيْثِ
يُصِيبُ الثّرَى
يَقْشَعُ رائحَةَ المَوْتِ
يُضيءُ عَتَمَةَ الصَّمْتِ
فَيَنْجَلِي بِيَقِيــن
كأفْرَادِ النّجوم
تَسْطَعُ في آفاق السّماء
تَنْفِضُ جَوَانِحَهَا فوق الورى
يَنْسَكِبُ نُورُهُ في المُهَجِ
بِلاَ وَجَــعٍ
و لاَ رَجْعٍ للأسَى
بِمِــدَادِ : محمّد الخذري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق