بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 27 فبراير 2016

-الدنيا والدنيا-..بقلم رسمية رفيق طه-



تتوالى الأيام وينطوي حلم وينموأمل وحلم آخر والعمر يهرول سريعا من ذاكرة التاريخ كما تهرول الذكريات من بيتها المخزون إلى دائرة السكون العاطفي لتفقد خصائص جمالها بالرغم من كونها جوهرة الماضي بكل مافيها من ألم أو فرح---تتوالى الأيام ونحن ندرك هذا من تجربة الغير ومن صفحات الكتب وأخبار أهل زمان وكأنها تدق في ناقوس أطرش لا يعي الحكمة والعظة من أحداث رقصت على جدار الزمن وكتبت هنا الحاضر والماضي والمستقبل ---سلسلة متواترة محكمة الاغلاق متراصة في ترابطها تدور من أول السلسلة حتى نهايتها كالفيلم االسينمائي-- ذروة حدث لبداية تنجلي بالنهاية هي نفسها في فيلم آخر وأن اختلفت الرواية ولكن منطق الأمر في كلا الفيلمين واحد --هذه هي الدنيا بكل تنقضاتها --وهذا هوالعالم منذ الخليقة وحتى قيام الساعة---في كل مرحلة وعصر أرقام من الأحداث تتكرر بأشكال مختلفة وفي كل مرة نقول إننا في زمن السوء -سوء الفكر والمرض والإنحطاط وووووو ---نعم مظاهر تلك الأوبئة هي نفسها اليوم وأمس وأمس الامس وغدا" وفي أي زمن هي نفسها لأن دورة التاريخ قانون العام لا يتغير أو يتبدل ولكننا للأسف نعيش وسيف النسيان مسلط على الذاكرة مرة - والجهل تارة أخرى كما لا نملك القدرة على الغوص إلى أعماق الحدث للقراءة والتمعن فيه للوصول إلى العلم الصحيح بادراك كافة الحقائق وربطها بالمقدمات والنتائج واستخلاص العبر لتجنب كل خطأ في الحياة---تتوالى الايام ويتوالى التاريخ وما زلنا نصرخ وفي أيدينا علم آباؤنا وتجارب أجدادنا وتاريخ أمتنا و سفينة الزمن الجميل ما زالت قادرة على حملنا والسفر بنا إلى اسبانيا لنزور معالمها وبالذات غرناطة ولنستعيد الفيلم التاريخي الكبير من بدايته إلى نهايته --ولنرى الإنتصار والمؤامرة والإنكسار والخيانة والدم العربي والتكالب الغربي والتحالفات الغربية مع بعض الخيانات العربية والتكفير والأرهاب وووووحتى سقطت غرناطة وسلم مفتاحها وخرج التاريخ يبكي غرناطة وما زلنا نبكيها لأن الوطن العربي سقط واندحر وهو يعيش حالة نزاع في غرفة انعاش ينتظر هبة كرامة ووقفة شهامة تمنع سقوط غرناطة من جديد ليخرج الوطن من غرفة إنعاشه --ولكن كيف يخرج والكل غير قارئ للتاريخ وغير قادرعلى ادراك العبروالدروس -----تتوالى الايام والعمر يهرول وما زلنا في لعبة الدنيا جهلاء معرفة ----نصرخ نثور في دنيا كالجيفة تدور حواليها كلاب نوابح-----------صباح المعرفة
-------------المحامية رسمية رفيق طه------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق