بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 23 نوفمبر 2019

Shafika Ghalawinji قصة قصيرة ................لاتقتلوا نبض الهوى

قصة قصيرة
................لاتقتلوا نبض الهوى
عندما تشي بك ذاكرتك .... وعيناك سارحتان باللاشيئ ....
وروحك محلقة بعيدا عمن حولك ....
وفي أذنيك وشوشات متداخلة من صوت مازال عالقا في اللاوعي رغم مرور السنين ....
يفتر ثغرك عن ابتسامة رقيقة ...تتسع قليلا قليلا وأنت تغيب عمن يجالسك حتى تنسى وجودهم تماما ....
ربما تسترخي على مقعدك ...وتغمض عينيك....فيمر شريط ذكريات بكل مافيه من فرح وترح ...فينتفض قلبك بنبضات متسارعة .... تذرف الدمع ...أو تضحك ... وبالنهاية قد يختلط الأمر عليك لتبكي من شدة الضحك..... بكاء المشتاق وضحك المذبوح ألما ...
فاعلم أنك في حالة حب لم تنته أبدا وإنما كانت غافية في رماد الأيام ....
هذا ماحدثته به نفسه عندما انفرد في غرفته ......وأغلق الباب بإحكام حتى لايزعج أحد تسلسل بنات أفكاره ....
مشى بحنينه سنوات خلت إلى تلك الحواري القديمة والتي مازالت رائحة تراب أزقتها بعد المطر تدغدغ حاسته الشمية فيتنشقها ملء رئتيه....وعيناه معلقتان كقنديلين على ياسمينة مدلاة من شرفتها...يشتم رائحة كفيها من ملامسة أغصانها الرقيقة التي ما إن تهتز حتى تطل بوجهها البشوش وابتسامتها العذبة التي تكشف عن صفين من اللؤلؤ المنضود فتزيدها رونقا وبهاء فتبتسم لها شمس الصباح وقلبه الذي تعلق بها مذ رآها تخطر بدلال في تلك الممرات الضيقة ...
أحبها بكل جوارحه وبادلته شغفه وعلى مدى سنوات رسما أحلامهما الوردية ...وخططا لكل تفصيلة فيها ...كانت السعادة تلفّهما.... والمستقبل الجميل بانتظار تخرجه ليتما فرحتهما....
جاءت اللحظة الحاسمة حين أخبر أمه برغبته في الزواج ممن يهوى ...فرحت وغمرته بقبلاتها وكلماتها المهنئة ( والله كبرت ياولد و بدك تخطب) ...وما إن سمعت الاسم حتى اكفهرّ وجهها وتجمهرت كل علامات الغضب عليه معلنة ثورتها ونكبتها بابنها على اختياره غير اللائق والذي لا يتناسب ومركز العائلة ومركزه في المجتمع ....
حاول بشتى وسائل الإقناع أن يكبح جماح غضبها إلا أن كل السبل سدت في وجهه ليعلن أخيرا الاستسلام ويرضخ لاختيار أمه ....
تزوج وأنجب وبقيت روحه معلقة بمن أحب وانقطعت أخبارها عنه .....
وذات صدفة التقاها وجها لوجه...تسمرا في مكانيهما وتكلمت العيون وما أجمل لغتها..تلاقت الكفوف فسرت رعشة الشوق كانسياب الماء في الجداول المشتاقة للإرواء ....
قطعا الصمت بهمسات دافئة ...فتدفقت الدماء في عروقهما التي غلفها صقيع النوى..... عرف أنها تزوجت أيضا وأنجبت إلا أنه مازال فارسها الذي استوطن قلبها ...
اتفقا على الطلاق دون تخطيط ...دون أي تفكير بزوجيهما....بأولادهما....وقررا أن يعيدا حلمهما المسروق.....
لم يثن أيا منهما تساؤلات من حولهما ...ولا نظرات الاستغراب من زوجيهما...ولا توسلات أولادهما....
وانطلقا كعصفورين يغردان من فنن إلى فنن وبعد أن قضيا وطرهما .....خمدت نار الشوق .....وهبت أعاصير المشاكل لتنتهي قصة هذا الزواج الاعتباطي الذي أججته جذوة الرغبة والشوق بأبغض الحلال عند الله ....
وهما يلويان ذراع الحب ...ويطويان صفحة من ماض قريب ...
شفيقة غلاونجي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق