بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 29 سبتمبر 2019

أيمن رضوان /////////////////////////////////// مِرْآةٌ وَظِلْ

مِرْآةٌ وَظِلْ
=========
فجرٌ جديدْ .
يُولدُ من رَحِمِ العتمةِ
والقرصُ الذهبىُ
يتربع على
عرش النهار منفرداً
واثق الخطى
بين المجراتْ .
يدنو من الأرضِ
يلثم جبينها
وما بين الأحضان والقبلاتْ .
سكن العاشق الخمسيني
أطراف الزمانِ
فى حجرته
المتهالكة الجدران .
أمام مرآته التى
يشطرها
نهرٌ عظيم المنبعِ
مشتت المصباتْ .
راح
يسوى هندامهُ
يتفرسُ رحلة الزمانِ
فى ربوع وجههِ
متحسساً تلك الوديان المتراميهْ
_إيهِ أيها الزمانُ
ما أعظمك من نحاتْ _
شرع يستعطف
خصلات الشعر الأبيض
أن تتوارى لحظاتْ .
فما أجداه الاستعطافُ
ولا أسعفته التوسلاتْ .
تناول قنينة عطرِه راودها
يتوسم بضع قطراتْ .
انطلق يطوى الأرضَ
إلى ميعادْ .. ينظر الى جوارهِ
يتفحص ظلهُ ..
يمعن فيه التأملاتْ .
وهناك عند بائع الجرائدِ
تناول الجريدة يتصفحها
لم يقرأ حرفاً
وما استوقفهُ الخطُ الأحمرْ
حلم الوحدة العربيهْ
أصبح من الذكرياتْ .
وعلى امتداد البصرِ
وثبت نظراتهُ .. أَطْلَقَ
لها العنان تقوده اليها
تحرك بضع خطواتْ .
تلعثم
وتراقصت على شفتيهِ
حروف الأبجديةِ
تلك كانت فيهِ
أسوأ العاداتْ .
تشجع فناداها
سيدتى
أناااا
من قلتُ فيكِ بالأمسِ شعراً
أناااا
من كتبتُ فيكِ قصائد حتى
جف القلمُ
ونَضُبَ معين الكلماتْ .
أبغي الرضا سيدتي
أبغي عشقاً يعيد تكوينى
أبغي معك عمراً .. لا فرق عندى
دقائقٌ كان أو ساعاتْ .
لم تُعِرْهُ اهتماماً
وَامْتَطَتِ الرحيلَ
كأنها تفر خوفاً
من فقرهِ الأبدىْ .
من خجلهِ السرمدىْ .
كأنها تفر خوفاً
من أحلك اللعناتْ .
****
ثم عاد يناديها
حقاً أعانى الفاقةَ سيدتي
ولا أملك حُمُرَ النعمِ
لكن قلبى لك
مدينةُ حبٍ ورديهْ
وروحى مملكة عشقٍ
ملكتِ فيها
العرش والتاج والصولجانَ
فلا تجعلى
روحى أطلالاً منسيهْ .
وكأنها لم تسمع حرفاً
فراحت تحُث الخُطى
خلفتهُ وراءها
بقايا قصيدةٍ شعريهْ .
وفى مفترقٍ للطرق
تباطأت خُطاها
وتبسمت عيناها
وَاسْتَسْلَمَتْ هناكَ
لكلماتِ غزلٍ هزليهْ .
فعاد يتأبطُ ظِلهُ
تَلُفُهُ خيبة الأملِ
يتمتم
(سَبكناهُ كُنا نحسبُهُ لُجيناً
فكشف الكِيرُ خَبَثَ الحديدْ)
********
أيمن رضوان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق