صرخة الجائعين
8-4-2019
أطعمني أطعمني
أنا الجائع المسكين
أتيهُ في الطرقات
أسألهم
عن بقايا طعامٍ
لقمة او لقمتين !
أبكي بحضرة الجوع
كي يرقّ القلبُ أو يلين
أنا الذي تورّمت أرجلي
وأنا أجري
خلف الناس باحثاً
عن لقمة او لقمتين
نفسي تقطع في سراب اللاهثين !
أطعمني سيدي
بعضاً من بقايا الخبز والطبيخ
بقايا الطعام ترحمني
من جوع يكسرني
كي أستطيع وقف البكاء والانين
عندي تسعة من الابناء
وعاشرهم طفل رضيعٌ مريض
طفقتُ من فجري ابحث عن طعام
فتّشتُ في اكياس القمامة
في صناديق البيوت الخارجية
علّ قلباً يلين
او شخصاً يراني فيستكين
طرقتُ الابوابَ صبحاً
اطلب من فضلاتهم
شيئاً لأطفالي
رفضوا جميعاً
ثم قالوا لي مستهزئين:
ابتعد عنا وابحث عن متغاك
هناك بين التائهين !
أطعمني أطعمني
لقمة او لقمتين
صار لي اياماً وأنا صائم
وأطفالي رضّعٌ جياعْ
كانوا يوماً بألف خير
طفتُ الارض أبحث عن متاع
عرفتُ السجن نعم
وعشتُ أقسى الظروف
وحالات الضياعْ
وكان المالُ رفيق دربي سنين
ضاع المال مني عنوةً
واصبحتُ بغيره رجلٌ فقير ومدينْ
حملتُ في آخر الليل عصاي
وأخفيتُ تحت ملابسي سكين
قررتُ رغماً عني
أجلبُ المال عنوةً
ولو كان الثمن
قتلٌ وتدميرٌ وسفكُ دماءٍ بلا ضمير
نعم سأقتلُ الفجارَ والتجّارَ
اصحاب المالِ والمقامرين !
اطفالي جياعٌ يا سيدي
فمن يعطيني بعضاً من فتاتْ
بقايا اطعمة من اكياس الزبالة
لا تخافوا
لا تتعجبوا
لا تستغربوا
فأنا الجائع الحزين
في زمن السلاطين
في زمن السارقين
الاغنياء على اكتافنا
الناهبين اموالهم من بئر الخائفين!
اطعموني اطعموني
كفاني كل هذا العذاب
ما عاد قلبي يتحمل
شيئاً من حزن او عتاب!
[الدكتور عماد الكيلاني]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق