بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 27 أبريل 2019

حسان يوسف ///////////////////////////////////////////////////////////////////////// #رثاء_حبيبة

بكتَ العيونُ على رحيلكِ و ارتَدَتْ
بعد الرَّدى ثوبَ الحدادِ رموشُ
حطَّمتِ قلبي ليلةً ، و جميعُ ما
دكَّ الحشا بعد الحُطامِ خُدوشُ

ماتتْ شراييني و أَبْهَرُ خافقي
ما ضرَّها بعدَ المماتِ نُعوشُ

أُصغي إلى صرْخاتِ صمتٍ هزَّهَا
و كأنَّها بينَ العِظَامِ وحوشُ

طرَّزْتِ ما حولي بِلَيلٍ دامسٍ
بعدَ النَّوى .. كيفَ الفؤادُ يعيشُ

إنْ كانَ تاجي صارَ تحتَ بسيطةٍ
فوقَ الثَّرى .. ماذا تُفيدُ عروشُ

هذي رسالةُ مهجتي كي تعرفي
أنَّ الزَّمانَ بلوعتي مفروشُ

فحجارةُ المثوى لهيبٌ حارقٌ
و كأنَّهُ بلظى الرَّدى منقوشُ

تغلي الدِّماءُ إذا لَمَسْتُ رِجامَهُ
في داخلي صوتُ الدِّماءِ كَشِيشُ (١)

و كأنَّهُ ماءٌ كئيبٌ قاتمٍ
يسري النَّجيعُ كأنَّهُ مغشوشُ

في تربةِ الرَّمسِ الحزينِ حلاوةٌ
وجهُ التَّرابِ على المزارِ بَشُوشُ

شوقاً اليكِ يسوقني نبضُ الحشا
ما ردَّ عزمي للمجيء جيوشُ

آتي لأنهلَ من ترابِكِ نبضتي
كي يستفيقَ فؤاديَ المجروشُ

كي أستظلَّ بِفَيءِ روحِكِ دائماً
و كأنَّها فوقَ القبورِ عريشُ

كي أستردَّ رفاتَ لبٍّ تائهٍ
لولا زفيرُ الرُّوحِ منكِ يطيشُ

كنتِ الحياةَ بأسرِها.. كنتِ الدُّنا
فالكلّ بعدَكِ في الحياةِ رُتُوشُ

فلتعذريني في سيولِ مَذَارفي
إنَّ المذارفَ كالقلوبِ تجيشُ

جفَّ الوريدُ و جفَّ نبعُ عواطفي
إنَّ الفؤادَ بلا الوصالِ جَمِيْشُ (٢)

كشيش : صوت الغليان
جميش : مقفر لا روح فيه

حسان يوسف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق