بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 25 أغسطس 2017

" نُــقْــطَــة ... ومن أوَّلِ الْــعُــمْــر ...!" بقلم أستاذ \\ محمــد عبــد المعــز


نُــقْــطَــة ... ومن أوَّلِ الْــعُــمْــر ...!

................
اسمحوا لي، بدايةً، باستبدال " نُــقْــطَــة ... ومن أوَّلِ الْــعُــمْــر" بـ "نُــقْــطَــة ... ومن أوَّلِ السَّــطْر"... لماذا؟!
لأن للنُّــقْــطــةِ، في لُغتنا الجميلة، قُدْرةً خُرافيةً، على التفريقِ بين الأشياء، وتميُّــزها، وتمييزِها، رغم اللبسِ بين الاحتِـرافِ والاحتِـراق، وعلاقتهما بالاختِـراق، ولو كان محدوداً، وتخلِطُ بين القاتِل والفاتِل، رغم أن الرابِطَ بينهما حَبْل، قد يكونُ حَبْـلَ الوِداد، أو حَبْـلَ المشنقة...!
................
والنُّقْطةُ قادِرةٌ على ربطِ الحَرْب بالحِزْب، وكذلك تبرير الغَدْر، بدلاً من التماس العُذْر، أما البحرُ والنحرُ، فالقاسِم المشتركُ بينهما، هو الهجرةُ غير المشروعة، والقتلُ ذَبْحاً، وتعدَّدت الأسبابُ والموتُ واحِد، لأن الحقَّ والحيفَ يتصارعان، والزَّحْمة تجعلُ الرَّحْمةَ صعبةً، أو مُستحيلة...!
................
النُّـقْطةُ الْـمُبجَّـلةُ، جعلت العرب أسرى الغرب، فأصبحَ الفردُ كالقِرد، وتهكَّم الـمُجْـرِم على الْـمُحْـرِم، وحارَ الجميعُ، بين الغيب والعيب، لأن الحصانةَ أصبحت حضانة، والعلاقة وثيقةٌ بين الأغنياءِ والأغبياء، أما الْعَـمُّ والْغَـمُّ، فاجتمعا، في كثيرٍ من العائلات، وعجزت العمَّةُ عن كشفِ الغُمَّة، ووقفَ الخالُ حائراً، لضيقِ الحال، وتُحاوِلُ الخالةُ، رغم أن حالتها حالة...!
................
النُّــقْـطة، فرَّقت بين الخليلة والحليلة، وأصبحت الصاحِبةُ مثل الصاخِبة، والبعل كالبغل، لأن الحِلوة بحاجةٍ إلى الخِلوة، والغزل لابد له من العزل، لذلك غرقَ النُّحاة، وضاقت سُبُلُ النجاة، وآهٍ وألف آه، من نُـقْـطةٍ، تتجلى قيمتُـها، في جمعها بين الأتقياء والأنقياء، والتقيات النقيات، من دون "و"... فهل نضعُ نُقْطةً ومن أول السطر، أم نقلب الصفحة؟!
............... 
محمــد عبــد المعــز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق