بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 29 أغسطس 2017

رؤيا ورأي... في قصيدة النثر بقلم أستاذ محمد مازن


رؤيا ورأي... في قصيدة النثر 









 
ما أود التكلم عنه اليوم هو الحاضر الغائب والذي يعرفه الأغلب الأعم ولكننا أضعنا بوصلته وقد ترددت كثيراً مابين الإطالة والاختصار، التفصيل أو التكثيف.واخترت الاختصار. 

ينقسم الأدب إلى قسمين أساسيين وتحتهما يندرج كل مايختص بالأدب وهما الشعر والنثر. 
الشعر : وهو الكلام الموزون والمقفى والذي يندرج تحت مسمى الشعر التقليدي أو الكلاسيكي والعمودي وهو يقوم على بحور الخليل بن أحمد الفراهيدي الستة عشر. والحديث أو الحر وهو وليد عن العمودي ويعتمد على تفعيلة واحدة ولايشترط فيه البحر أو القافية، وتتعدد التفعيلات به بحسب الشاعر من تفعيلة واحدة إلى ماشاءالله، واشتهر بأن رواده هم نازك الملائكة وبدر شاكر السياب والأقرب للحقيقة رائدته الفعلية هي فدوى طوقان والمهم في القضية أنه يعتمد في الدرجة الاولى على عنصرين رئسيين هما ( الفكرة و الخيال) ويتميز بتكثيف الصورة مما يعطي العقل مساحة من التفكير والتأمل. كما وأن هناك العديد من الأنواع الهامشية موزونة وليست مدار البحث. وكل ما عدا ذلك يندرج تحت مسمى النثر. وهناك اليوم نوع وهو الذي يهمنا الحديث عنه ألا وهو قصيدة النثر. 
قصيدة النثر هي قصيدة تتميز بواحدة أو أكثر من خصائص الشعر الغنائي، غير أنها تعرض في المطبوعات على هيئة النثر وهي تختلف عن الشعر النثري، بقصرها وبما فيها من تركيز. وتختلف عن الشعر الحر بأنها لا تهتم بنظام المتواليات البيتية وعن فقرة النثر بأنهاذات إيقاع ومؤثرات صوتية أوضح مما يظهر في النثر مصادفة واتفاقاً من غير غرض.
وهي أغنى بالصور وأكثر عناية بجمالية العبارة، وقد تكون القصيدة من حيث الطول مساوية للقصيدة الغنائية لكنها على الأرجح لا تتجاوز ذلك وإلا احتسبت في النثر الشعري . 
لقصيدة النثر إيقاعها الخاص وموسيقاها الداخلية، والتي تعتمد على الألفاظ وتتابعها والصور وتكاملها، والحالة العامة للقصيدة.
فهي تعتمد على الفكرة ووفرة المجاز والصورة المكثفة وقوة العاطفه مما يغلب الروح الشعرية عليها يقول ادونيس : ان اهمية قصيدة النثر تكمن في ادخال العقل في اللعبة الشعريه .اذ أن التخيل هو اساس الفكرة في قصيدة النثر كما إن الجملة هي الوحده الاساسية للبناء بعكس الشعر حيث يكون البيت هو الوحده الاساسيه. ولا بد لمن يتطرق الى قصيدة النثر ان يكون عظيم الشاعرية واسع الخيال كما ان قصيدة النثر تعتمد على الصوره بالدرجه الاولى اكثر من اعتمادها على الايقاع.

الفخ المحكم :

بداية أشهد الله ج أني لا أقصد إساءة أو توهين لأي شاعر مهما علا شأنه كبر أم صغر ولنعتبر ما سيقال لاحقا موجه لمحمد مازن شخصيا. 
قصيدة النثر هي الفخ الذي يوقع كبار الشعراء قبل صغارهم بشركه إذ يعتمد أحدنا على رصيده من القراء والمتابعين ويقرر كتابة قصيدته النثرية بعد الغداء مع قدح الشاي ولا قوانين تضبط قصيدته فيكتب ويكتب يداعب الوسن عينيه ويقل تركيزه وهو يكابر لينهي ما بدأه قبل اغماض جفنيه.... وينزلق للإسترسال والرصف وقد جره إليه سلاسة الحرف على سن قلمه... أما المبتدئ فقد يولي اهتماما أكبر لهذه الناحية لعدم دربته وقلة تداعي الصورة والحرف لخياله.... 

قصيدة النثر أصعب أنواع الشعر:

لتكون قصيدة النثر قصيدة حقاً لا قطعة نثر فنية، أو محملة بالشعر، شروط ثلاثة: الإيجاز والتوهج والمخزون. صحيح أن قصيدة النثر تحررنا من رتم الأشطر والطباق والجناس والمجزوء والموكوس و و و
إنما ألقت على عاتقنا حملا ثقيلا الصور المكثفة والجملة القصيرة والمعنى المركز والتوهج لكل ذلك وإعمال العقل مع الخيال للخروج بنص يرضي صاحبه قبل المتلقي. 
الأكيد بأن مانحتاجه اليوم للرتم السريع لحياتنا هو المقطوعة الصغيرة مع فنجان القهوة أو في المصعد فإن لم تكن على مستوى عال من التوهج لما قامت بما هو مأمول منها. 

الخلاصة :

قال أحد الإخوة جوزي خيرا غدا لكل مواطن شاعران.... سابقا كان الشعر بعيد سلمه.... وعاج الشقي على طلل يسائلها واليوم بالقصيدة النثرية غدا كل شيء مباح فكل من جرت على شفتيه جملة جذبته دوَّنها بعد كلمة الشاعر... وأقول : 
الشعر العمودي / صنعة
والشعر الحر / متعة 
وشعر النثر / صفعة 
نعم صفعة تزلزل كيانك وتلهب الجموح في خيالك تنقلك من الاستواء إلى الوقوف دون أن تدري وأذكركم بأن السيد إمام عندما دخل أحد المسارح في تونس خرج الرواد بثورة الخبزة.

- لقد حاولت التكثيف بكل جهدي... ولئن شعر أحدكم بالملل له اعتذاري. 

ودمتم في حفظ المولى القدير.... 

بقلم.... # محمد مازن #

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق