بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 23 أغسطس 2017

قصة قصيرة بعنوان ( صورة باهتة ........!! ) بقلم أستاذ \ محمود مسعود


صورة باهتة ........!!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عقب ظهور نتيجة الإعدادية ، كان صديقي ترتيبه السادس علي المحافظة ، ولم يكن لي ترتيب مثله وبالرغم من ذلك كنت فرحان له أكثر من نفسي ، لعلكم تندهشون من ذلك وإنما أقسم بأن هذا كان شعوري ، بطريقة ما اتصلت إحدى الجرائد بالمدرسة وطلبوا من إدارتها التواصل مع أوائل المحافظة للتوجه إلي مقرها في شارع سعد زغلول بالإسكندرية إن كان ضمن الناجحين من طلبتها وبالطبع كان صديقي من الذين اتصلت بهم إدارة المدرسة وأخبرته بضرورة التوجه علي وجه السرعة إلي مقر الجريدة ، جاءني صديقي وأخبرني بضرورة الذهاب معه ، بالفعل في اليوم التالي توجهنا إلي مقر الجريدة ، شقة متواضعة في احدي البنايات القديمة جدا والمليئة بمكاتب المحاماة والأطباء وأسفلها محلات ذو سمعة طيبة في المدينة ، صعدنا إلي الدور الثاني ، قابلنا أحد الفراشين وسألنا عن سبب تواجدنا فأخبرناه بما قيل لصديقي من قبل إدارة المدرسة ، فاصطحبنا إلي احدي الحجرات والتي فرشت بمجموعة من المكاتب الإيديال الحديدية ، ويجلس عليها عدد من المحررين كل منغمس في عملة ، نادي العامل علي أحد الجالسين وهو يشير إلينا قائلا : أستاذ حسام هذان الشابان يريدونك ، نظر حسام إلينا وقد أومأ برأسه إلينا علامة علي السماح لنا بالتوجه إليه ، جلسنا علي مقعدين في مواجهة الأستاذ حسام ، سألنا : من منكما أخذ مركزا في الشهادة الإعدادية ؟ فأجاب صديقي : أنا ، فالتفت إليه وأخذ يسأله عن اسمه بالكامل ، ووظيفة والده ووالدته إن كانت تعمل ، وعدد أفراد الأسرة ، والمنطقة التي يسكن فيها ، وكم عدد ساعات المذاكرة ، وهل كان يأخذ دروسا خصوصية أم لا ، أسئلة كثيرة ملأت حوالي ثلاث صفحات من حجم الفلوسكاب ، وفي الآخر سأله سؤالا : ماهي هواياتك المفضلة ؟؟ ابتسم صديقي وقال له : كرة القدم ، الغريب في الأمر أن الأستاذ حسام كان يدون كل كلمة ينطقها صديقي وكنت جالسا كما الأطرش في الزفة وأبتسم في بلاهة لا أعرف مصدرها ، وأخيرا طلب مننا الأستاذ حسام الانصراف علي وعد بنشر كل ماكتبه في عامود المتفوقين والذي ترعاه الجريدة سنويا ، كان صديقي يقفز من الفرحة ولما لا فلسوف تنشر صورته علي صفحة الجريدة الواسعة الانتشار في مصر والوطن العربي بل تتخطي حدود الدول العربية وتصل إلي أوروبا وأمريكا ، وصلنا البيت ، وكانت فرحة الأهل لا توصف لكلانا ، والتهاني والتبريكات تحيطنا من المعارف والجيران والأصدقاء ، في اليوم التالي توجهنا إلي بائع الجرائد واشترينا نسختين من الجريدة وأخذنا نبحث في صفحاتها عن عامود المتفوقين وفعلا عثرنا عليه لنكتشف في النهاية سطر يتيم من ضمن أسطر المقالة ذكر فيه أن صديقي ترتيبه السادس علي المحافظة دون ذكر التفاصيل التي أخذ يدونها هذا الصحفي واحتجزنا بسببها لأكثر من ساعة مع صورة باهتة لصديقي قد طلبها الصحفي وهي له في المرحلة الابتدائية . 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلم / محمود مسعود ( قصة قصيرة ) 23/8/2017م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق