العهـــد
-------
عادت مُعـذبتي في ليلَةٍّ شَهْباءُ
مُتَمَهِّلةٍ
تَغُـضُ طرفها على استحياء
قد جلستُ انظِـمُ بألميَ القصيدَ
أناجي فيها القــمرَ واستلهمُ الضياء
مَكثتْ غيرَ بعيــدٍ تستَرِقُ الســمعَ
وما هَمْهَمتُ من هجرها بِهجَــاء
اعتــصِرُ ألمــي حروفًا تُـنبِتُ زهورا
إن هجرتْ
يكفيني اسمها ارتواء
وما زلتُ انظمُ الشعرَ فيها
وما زالتْ تُنصـتُ في الخفــاء
أَراقَنيَ الشوقُ وحلمُ ناســكٍ
اسندتُ ظهري إلى صــخرةٍ ملسـاء
سمعتُها تهمسُ كتغريدِ بلبلٍ
لا تصمُت،
لا تدع الليلَ يذهب جُـفاء
انا مجنونتك، وإلى حرفك مشتاقةٌ
وبـيَ لوعـةُ المشتاقةِ الهوجاء
نادي اسمي فليس كمثلك نداء
وما احببت اسمي إلا بعد ذاكَ نداء
قلتُ ودمع الـعينِ يعصاني
لا تَلَهَّىنَ بمشاعر من اضناه الداء
لا طائل لي بجرحٍ جديد
دعيني إلى الشوق ولياليَ الجوفاء
دنت و لامست قلبي بكفها
و الأخرى على قلبها بشممٍ وإباء
قالت، اقسمُ لك انك حبي
ووددتُ ارسمك قصيدةٌ عصماء
لستُ شاعرةٍ ولا اجيد الرسمَ
ولكني اعشقكَ حبًا بلا ريــاء
هاكَ نبضي وهاك نبض قلبِكَ
ألا تسمعُ في اعماقيَ النداء؟
اجلستها على صخرتي ولامستها
وحارت جوارحي، ايهما الملساء
ابصرتُ في عينيها نظرةً
ومسني من صوتها صدقٌ ونقــاء
سألتُها عهــدًا أبــديٌ لا تُخْلِـفُه
قالت عهدنا قلبٌ وروحٌ و وفاء
عادت إلى الصمتِ ببهائِها
وعــدتُ إلى صخــرتي الصماء
وهذه قصتي مع العشق
وذاكَ حالي في الليلةِ الشهباء
*********
محمد فخري السعيدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق