بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 16 نوفمبر 2018

يحيى محمد سمونة ////////////////////////////////////// مقال في أصول الحوار

مقال
في أصول الحوار
/ 17 /
فيما كنت - ضمن سلسلة مقالاتي الأخيرة - أسعى للتأكيد على أن يكون الحوار على أصوله من حيث تمكن المحاور من أدواته، و تمكنه من لغته، و أن يكون مستيقنا من صحة و سلامة أمثلته المختزنة في ذاكرته - و هي الأمثلة التي بها و من خلالها سيحاور -
أقول: فيما كنت أسعى للتأكيد على أبجديات الحوار - و ذلك على سبيل أن يكون المرء دقيقا و وقافا عند كل كلمة يقولها و عند كل سلوك يسلكه في حواراته - تباينت تعقيبات القراء و تعليقاتهم على سلسلتي هذه ؛ و كان الملفت للنظر في تلك التعقيبات تجاهل الفكرة الرئيسة لهذه السلسلة، حتى راح البعض من القراء يعلق على أمور هامشية تصرف السلسلة عن وجهتها الحق !
[قلت: إن سلوكا كهذا يعد حالة سلبية جدا من حالات الحوار ! إذ يؤدي إلى تشعبات و إشكاليات قد يكون الجميع في غنى عنها لأنها تفتح أبوابا لخلافات جديدة لا مبرر لها، بل تزيد الأمور تعقيدا، في الوقت الذي يسعى فيه أطراف الحوار ﻹيجاد صيغة مشتركة حول ما هم فيه من نقاش ]

إن الحوار الجيد يتم به التأكيد على فكرة رئيسة واضحة المعالم يراد بها وضع رؤية ثاقبة و استشرافية لمستقبل أفضل
لقد سبق لي أن بينت موضحا أن الحوار الجيد
لا بد فيه من "تحرير محل النزاع"
بمعنى أنه لا بد من تحديد محل الخلاف في كل مسألة مطروحة على بساط البحث - و ذلك قبل أن يدلي كل امرئ بدلوه في تلك المسألة -

إن تحديد الأبعاد الحقيقية لكل مشكلة تكون هي من لوازم الحوار الجيد الذي يفضي إلى نتائج إيجابية و بناءة و معقولة
و عساي في منشور لاحق بعون الله تعالى أحدثكم عن بعض الموضوعات الثقافية الجيدة التي تطرح عبر مواقع التواصل الاجتماعي و يمكن لها أن تكون مادة دسمة لحوارات راقية يمكن للإنسان معها أن يكون حضاريا بمعنى الكلمة
- و كتب: يحيى محمد سمونة -

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق