بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 23 أغسطس 2019

Hazem Kotp ///////////////////////////////////////////////// لا تستبيحوا لحمَ أشلائي

لا تستبيحوا لحمَ أشلائي
و راعوا حرمتي.
أنا منذ أيامِ الطفولةِ والصِّبا
أحيا كعبدٍ أو أسيرٍ سادتي.
الظُّلمُ والطغيانُ يضربُني
بفأسٍ من حديدْ.
كلُّ الكؤوسِ شربتُها
من علقمٍ... من حنظلٍ
ومزاجُها بعضُ المرارِ
مع الصَّديدْ.
لا تعجبوا.. لا تحكموا؟
لكنْ تعالوا واشهدوا
فأنا سأروي قصَّةَ الجيلِ
الذي عاشَ الحياةَ
كما العبيدْ.
شظفُ الحياةِ وضيمُها
والقهرُ والإذلالُ
بالزَّمنِ البغيضْ.
في المدرسةْ.
احفظ دروسكَ
دون فهمٍ أو سؤالْ.
إيَّاكَ أن تأتي
بمدلولِ المقالْ.
كان العقابُ
الضربَ دومًا بالعصا.
أو جمعَ أوراقِ القمامةِ
والحصى.
قتلوا بداخِلِنا
ينابيعَ الحياةْ.
قد علَّمونا
كيف نخضعُ في خنوعٍ
حين يقهرُنا العتاةْ.
من منكمُ يا سادتي
يقوى على رفعِ الجباهْ.
من قالَ منكم ذاتَ يومٍ
أيُّ لا.
من قالَ سُحقًا
للطغاةْ.
صرنا عقولًا
لا تواكبُ عصرَها.
قتلوا ابتكاراتٍ
تُغَرِّدُ في النُّهى.
صرنا مسوخًا للحضارةِ
وانتهى.
نحن الذين تصارعوا
عندَ المخابزِ
كي ينالوا الخبزَ
معجونًا
بأعقابِ السجائرْ.
نحن الذين تسمَّروا
وتحجَّروا
في قلبِ طابورٍ لساعاتٍ
أمامَ موظَّفٍ
لم يحترمْ
فينا كبيرًا
أو حرائرْ.
إن تُغدقِ الأموالَ
في أدراجِهِ
فالأمرُ مقضيٌّ
و ميسورٌ وسائرْ.
القهرُ والإذلالُ
يضربُ في الأنا،
القلبُ مذبوحٌ
وجُرحِي غائرْ.
نحن الذين تناحروا
وتشاجروا
كي يُحشَروا
في قلبِ باصٍ كالمواشي.
الجهلُ فينا يحتفي
والحمقُ فاشي.
والآن تصرخُ في غضبْ.
وتقولُ قُدسي تُغتَصَبْ.
يا من تربَّى في الخضوعِ
لِمَ العجبْ.
هذي حكايتُنا تُجِيبُ
عن السَّببْ.
قلمي يُسطِّرُها وقلبي
ينتحبْ.
لكنَّ نورَ الفجرِ يسطعُ
من بعيدْ.
فهناكَ جيلٌ قد تربَّى
من جديدْ.
جيلٌ يواجهُ بالحجارةِ
قهرَ صهيونَ البغيضْ.
بقلمي حازم قطب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق