بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 23 أغسطس 2019

عامر جنداوي ////////////////////////////////////////////// لَكِ ما صَنَعْتِ...

لَكِ ما صَنَعْتِ...
شعر: د. عامر جنداوي
لمّا نَظرْتُ إلى لِحاظِك مرّةً
خَشَعَ الفؤادُ تَضَرُّعًا وتبتُّلا
ما أدمَنَتْ رُوحي عَبيرَ لِحاظِكم
عَبثًا، ولكنّي شرِبْتُ لأثْمَلا

لم يَفْهمُوا لُغةَ الحَديثِ بخافِقٍ
تَخِذَ الجَمالَ عباءَةً فتجمّلا

حَمَل اللّيالي نحوَ غُرَّةِ فجرِهِ
يَرجُو الصَّباحَ فَجاءَهُ مُتذَلّلا

هُم يَعْرفُون بِأنَّ حبَّك سيّدي
ولِذا اسْتشاطُوا في الغَرامِ تَقوّلا

ثَغْرٌ تبسّمَ، والوُجُوه عَوابِسٌ
حسدًا لِوجْهٍ قدْ رأَوُه الأجْمَلا

ما عادَ كِتْماني مُرادِفَ حُبِّكم
أَقْضي اللّيالي زاهِدًا مُتأمِّلا

مُدّي إليّ جُسورَ عَينِك عَلّني
أَسْري إليك مُتيّمًا وعلى الملا

هٰذا فُؤادي فَازْرعيه أوِ اقْلَعي
لكِ ما صنعْتِ، وغيرَكم لن أقبلا

وَابْريهِ إنْ أحببْتِ أنْ تتمتّعي
ما ضَرَّ لو زِدْتِ العَليلَ تَعلّلا...؟!

ونظَمْتُ من وَلَهٍ جميلَ قصائِدي
فَأبى الفؤادُ إليك أنْ يتبدَّلا

وعلى ضِفاف الحَرفِ أرسُمُ قلْعَتي
شَغَفًا بنُورِ الشّمس، لن أتحوّلا

حِصْنًا لِرُوحِك يا فتاتي فَاهْنَأي
تِيهي مَعَ النّسَمات وامْتَشِقي العُلا

وامْضي، جَبينُك مَسرحٌ لِلشّمس إنْ
رقََصَتْ وراقَصَتِ النّجومَ تَدلُّلا

أرسَلْتُ قَلْبي فَوقَ جَنْحِ نَسيمِكم
يَرمي بُذورَ الحُبِّ كَي تَتحَلّلا

تَتسرّبينَ كَنسمةٍ وَلْهى إذا
خرَجَ المصلّي للصّلاة وأقْبَلا

نَشرَتْ عَصَافيرُ الغَضا سِرَّ الهَوَى
والبَدْرُ من قَسَماتِ وجْهِك هَلّلا

والأُسْدُ في شَمَم الجِبال تبسّمَتْ
لما اطْمأنّتْ أنّ قَلْبِيَ ما سَلا

واللّيلُ أرْعَنُ لا يُغادرُ ثكْنةً
لمّا سَنا عينَيك أبْرقَ فَانْجَلى

لا تَنثُري في اليَمِّ حَوصَلتي ولا
تَدْعي على قَلمي بأنواع البِلى

لا تَمْنَعي عنّي الغُيوم كَريمَةً
إنْ غادرَ الأحْبابُ فرّقَنا القِلى

حُومِي بِطَيفِك حَول حَدِّ خَواصِري
وَامْشي على رِمْشي تُزنِّرُك الحِلى

يَسْجُدْ عَلى فَرْعِ الخَمِيلَةِ عِطْرُها
والبلبل الغرّيد يصدح ب"الفَلا"..

وكأنَّ اِسْمَكِ إذْ يُداعِبُ خاطِري
تَجْريحُ أوتارِ الكَمانِ إذا اصْطَلى

بالشّوقِ، تَغْمرُهُ الصّبابَةُ والْجَوى
لَحْنٌ تغلْغَلَ في شَرايِيني غَلَى

كَحَمامَةٍ هَدلَتْ على فَنَن الْهَوى
والنّسْمةُ الجَذْلى تُغازِلُها: "هَلا"...!

يا طَيفَ أندَلُسٍ، وعدْتُك بالوَفا
والعُمرُ بِاسْمِكَ، يا حَبِيبُ، تَكلّلا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق