*عُقال لمن يحسبْ*
.........................
نسجت من فتيل الحكمة
لك سترا....بك يرفقْ
يقيك الحرّ والبرد....
وكيد ليل ...مقام حقّ محمودا
قوله ثقيل ....وكيده الأصعبْ
ومن زبد العرفان مخضت لك
من السّوائل....المشتهى الألذّ الأعذبْ
شراب خمرة لينتشي اللباب ....ولا يتعبْ
حبيبي لا تستغرب
وانت أيا رفيق الدّرب لا تتعجبْ
تعس من قال للبيب ......لا تتعمّقْ
تضيع إن أهنت ....شربي
وشربي من قول الرّحيم .... ربّي
سلام أسقيك مودّتي ....
رحيقا للنّجيب الأنجبْ
هيّا أيا حبيبي هنيئا مريئا ....فأشربْ
فإن لم تشرب يضيع عنك بال الضّمير
وتتوه بين شعاب العقل الأسير
ولن تفلح في كلّ مأربْ
فان كنت من ذوي الهمّة في العرفان ترغبْ
فاستفقْ لعلك تفهم
ليذوب ويذهل الجهل ويذهب جُفاء
ويزول الوبال قطرات رشح عرقْ
لقد قلت لك قولا
من قلب أحبّ بالحقْ
فأحببته وعشِقْتُه وصار الخليل الأقربْ
لمّا بقلبي.... قلب الحقّ تعشّقْ
قلتها بهمس روح .....وقد نطقْ
يعلو الحقْ
ولا شيء يُعلى عليه
وهو سلطان فوق الكلْ
فوق النّبوّة وموازين الرّسلْ
وهوالميزان الرّفيع عند الحكم عزّوجلْ
وهوفوق الفقير والغني
والمتصوّف الزّاهد والولي
وحتى على الصفيّ النّبيل المتأدّبْ
أذكّرك بواحدة ....حتى لك أقرّبْ
...................
وبعد سابعة ....معراج
وبساط الرحمن الملك ممهّدا
همس الحبيب للحبيب....فأتاه الصّدى
أدنو ياحبيبي...واقتربْ
أدنو يا خير البريّة
وها الأديب محمد يفتكر .....فيتأدّبْ
ليتقدّم .....يهمّ بنزع الحذاءْ
لكي لا يلاقي البساط العناءْ
فيأتي قول الحق....لا يا محمد لا
دسها يا حبيبي .....المتأدبْ
دس البساط ....وعليه لا تشفقْ
فأنت هو غاية الرّجاء
ولا حكم للأداب ......عندي هنا
فإن كان موسى هناك ....الطّالب
فها أنا يا حبيبي منّي قربتك
لكي أمنحك رضواني.....
فاطلب ولك أفي بكلّ مطلبْ
وقل ربّ أحكم بالحقْ
فالحقّ غاية الحسيب ...وكلّ قلب يحسبْ
.........
إذا،من هنا قول مبدئي.... وقد صدقْ
وأنت أيا أخي أيا شفيق ...
هيّا إستفقْ من غفلتك....
حتى يصحو الضّمير....
فلعلّنا بالحقّ الحقيق نتّفقْ
لقد وضعت الرّمح والسّهم بيدكْ
فحدّد أهدافك وعلى نفسك أشفقْ....
وفي قلب الحقّ....لا تتردّد وصوّبْ
لقد فعلتها قبلك وجرّبتُ ..ففلحتُ
الا يا صديقي الكيس ....
الا تجرّبْ؟
وقد افلح من قطع عاداته ....
وأقدم بشجاعة على شرب الجديد
وجرّبْ
وبالله عليك يا حبيبي وأخي
لا تكن بليد الفهم ....ولا تكن أخرقْ
إمّعة بين القطيع .... أحمقْ
تلهومع طيش الفسّاق فجورا
وبقلب حرمات الجدّيات ......تلعبْ
.................ريحانيات
الاديب المفكروالشاعرالتونسي
محمد نور الدين المبارك الريحاني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق