بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 2 مايو 2019

د.عماد الكيلاني ////////////////////////////////////////////////////////// سامِحْ

سامِحْ
01-05-2019
[1]
يقولون لي : سامحْ !
وانسَ الظلمَ والهجرانْ
كفاكَ أنك في مسعى الحق
نراكَ دوماً تُكافِحْ !
رغم أن الغيظ في القلوب
مع الأسى طافِحْ !
وإنسَ الأسى وكن دائماً
لنيل الرضا طامِحْ !
كن فارساً متقدماً بالخير
مثلما تكون الخيلُ
كن أنتَ فارساً جامحْ !
[2]
تعجّبتُ من طلبٍ ظننتهُ مزاحْ
تعجّبتُ وما بعد هذا القلب استراحْ
تعجّبتُ ولم تشفَ بالقلبِ الجراحْ
وتعود وكل آلامي بحارٌ جُماحْ
تقول لي وتحثني على السماحْ !
صعبٌ يا سيدي والحزنُ قد لاحْ
تناديني لأسامح الظلاّمَ يوماً
والظلمُ عنوانُ حياتنا وقد استباحْ
لا القلبُ شفت آلامهُ يوماً
ولا الروحُ سكنت كبقية الأرواحْ !
[3]
وتقول لي : سامِحْ !
سأحاول يا سيدي مرةً
وأمارس لوجه الله طقوساً
عنوانها الغفرانْ
سأعود بذاتي لذات المكان
ويحملني للحق ذات الزمانْ!
سأفتحُ أبوابي على النورِ
وفي الليلِ سأكثرُ الغفران
سأطلبُ من ربي يستجيبُ دعائي
وارتجي في آخر الليل
الصفاء والنقاء والأمان !
[4]
اتظنني سيدي إذا سامحتُ أرتاحْ
أتظنّني أيها العتيُّ استطيعُ يوماً
مواجهة الحياة وأصمدُ بوجه الرّياحْ ؟
[5]
كيف لي أنسى القساوةَ يوماً
وكل أنواع القهرِ والحرمان والعذاب!
والظلمُ مرتعهُ وخيمٌ
كيف لي أنسى سجناً عشتهُ
مظلوماً ومكسوراً في تيهٍ واغترابْ!
كيف لي اسماح دون ثمنٍ
وقد دفعتُ الأثمان كلها بلا سببْ
شفتُ في حياتي ما يشيبُ الطفلُ
ما يجلبُ المخاوفَ كلها ويزيد العجبْ
كيف لي أنسى
وما عشتهُ عمري الأخسُّ والأقسى ؟
[6]
يقول لي : سامحْ ... سامحْ
إن التسامحَ شيمةٌ يختصّها الشجعانْ
وإذا عفوتُ عمّن كان يظلمني
سأربحُ الدنيا سماحاً ومكاني بالجنانْ
واللهُ ربي شاهدٌ يبقى
بأنني إذا سامحتُ يوماً هكذا
قد يصيبني لوثة من ضباعٍ أو جنونْ
لعلّي من الآهات بحراً موجهُ عاتي
واجهني وكدتُ أغرقُ
وكان حتفي يراقبني وأقسمُ أنني اقتربتُ
من الفناء في دنو المنون!
[7]
يقول كي سامح
ومن ذا الذي أسامحهُ بعد مظلمةٍ
فهل يجوز لي أن أسامحَ الشيطان؟
[الدكتور عماد الكيلاني]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق