بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 3 مارس 2019

أدهم النمريني غريب ديار ////////////////////////////////////// عزف على الجراح

عزف على الجراح
في ظُلْمَةِ الليلِ لمّا هاجَتِ السُّحُبُ
ومالَ بالغيثِ ريحٌ حالُها الغَضَبُ
تَكَتَّلَ الْبَرْدُ في أعناقِ قافيتي
وكَفْكَفَ الدّفءَ من أوتادِها السَّبَبُ

مَتْنُ الفواصِلِ لا ثوبٌ يُدَثّرُها
فراحَ يلفظُ من أفواهِها التَّعَبُ

قصيدةُ الشّعرِ روحٌ تستغيثُ إذا
ما هَزَّها شَغَبٌ أو هدَّها وَصَبُ

وها أنا الآن والأبيات في جسدٍ
رداؤنا القهرُ في أحشائنا العَتَبُ

من أينَ نبدأُ والأوطان باكيةٌ
وأمْسَتِ المُدُنُ البيضاء تُغْتَصَبُ

فنخلُ بغداد لا سعفٌ يُظَلّلُهُ
وغاصَ بالوحلِ بعدَ العزّةِ الرُّطَبُ

قد كان يعلو كما الأقمار منزلةً
واحسرتاهُ وقد أَوْدَتْ بهِ النُّوَبُ

لم يبقَ في بردى عطرٌ يُزَينُهُ
والشّامُ بعد يباسِ الرَّوضِ تَنْتَحِبُ

للياسمينِ حكاياتٌ معذّبةٌ
تَلَوَّعَ الدّمعُ في الأكمامِ يَنْسَكِبُ

ثوبُ الأصالَةِ يابلقيس مُنْهتكٌ
وطَأْطَأَ الرّأسَ بعدَ الهَيْبَةِ الْقَتَبُ

تقهقرَ السَّعْدُ في شَطْرَيْكِ فَانْحَسَرَتْ
مبادئُ الْعُرْبِ غابَ الأصلُ والنَّسَبُ

ما أَسْدَلَ الليلُ للأقصى ستائِرَهُ
إلّا وَشَهْقَتهُ ضَجَّتْ بها الْقُبَبُ

حطّينُ تجثو بذُلٍّ في سلاسِلِها
من بعدِ ما جَدَبَتْ أَرْحامُها التُّرَبُ

ماذا أقولُ وقد جَفَّتْ محابرُنا
تَغَرَّبَ المجدُ فيها أَنَّتِ الكُتُبُ

يا أيّها الشّعرُ عذرًا قد أَلَمَّ بها
روحُ الحَمِيَّةِ بعدَ الغيرةِ العَطَبُ

أَنّى تعودُ لنا الأوطانُ زاهيةً
ويزهرُ الصّبح من أكمامِهِ الْهَدَبُ؟

أدهم النمريني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق