الشاعر السوداني ادريس جماع ﻓﻘﺪ ﻋﻘﻠﻪ ﻓﻲ آﺧﺮ ﺃﻳﺎمه ﻭﺩﺧﻞ ﻣﺴﺘﺸفى ﺍﻟﻤﺠﺎﻧﻴﻦ ﻭﺃﺭﺍﺩ ﺃﻫﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﺎﻟﺠﻮﻩ ﺑﺎﻟﺨﺎﺭﺝ
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺫﻫﺒﻮﺍ ﺑﻪ ﺇﻟﻲ ﻟﻨﺪﻥ ﻟﻠﻌﻼﺝ ﺃﻋﺠﺐ ﺑﻌﻴﻮﻥ ﻣﻤﺮﺿﺘﻪ ﻭ ﺃﻃﺎﻝ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻓﺄﺧﺒﺮﺕ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﺄﻣﺮﻫﺎ ﺃﻥ ﺗﻠﺒﺲ ﻧﻈﺎﺭﺓ ﺳﻮﺩﺍﺀ ﻓﻔﻌﻠﺖ ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﺎﺀﺗﻪ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺟﻤﺎَّﻉ ﻭ ﺃﻧﺸﺪ :
وﺍﻟﺴﻴﻒ ﻓﻲ الغمد ﻻ ﺗُﺨشَى مضاربُه
ﻭﺳﻴﻒ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﻦ ﺑﺘّﺎﺭُ
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺫﻫﺒﻮﺍ ﺑﻪ ﺇﻟﻲ ﻟﻨﺪﻥ ﻟﻠﻌﻼﺝ ﺃﻋﺠﺐ ﺑﻌﻴﻮﻥ ﻣﻤﺮﺿﺘﻪ ﻭ ﺃﻃﺎﻝ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﻓﺄﺧﺒﺮﺕ ﻣﺪﻳﺮ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﺄﻣﺮﻫﺎ ﺃﻥ ﺗﻠﺒﺲ ﻧﻈﺎﺭﺓ ﺳﻮﺩﺍﺀ ﻓﻔﻌﻠﺖ ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺟﺎﺀﺗﻪ ﻧﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﺟﻤﺎَّﻉ ﻭ ﺃﻧﺸﺪ :
وﺍﻟﺴﻴﻒ ﻓﻲ الغمد ﻻ ﺗُﺨشَى مضاربُه
ﻭﺳﻴﻒ ﻋﻴﻨﻴﻚ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﻦ ﺑﺘّﺎﺭُ
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗـُﺮﺟﻢ البيت ﻟلممرضة ﺑﻜﺖ
ويعتبر ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺃﺑﻠﻎ ﺑﻴﺖ ﺷﻌﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺰﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ
فقلت على ذات البحر والقافية
(العشق بالعيون)
ليتَ الجيوشَ ومن عينيكِ ما انطلقتْ
نحو الفؤادِ علی مستسلمٍ ثاروا
تلك العيون فكمْ قد أرهقتْ بشراً
يسوقهم نحو بحرِ الحبِّ إعصارُ
باللهِ لا تطلقي سهماً ولا رمحاً
فيها لَيَعجزُ حاذِقٌ وعطَّارُ
كلُّ السلاحِ فلا نخشى مهابتهُ
وغمزةً تجعلُ الكِبارَ تنهارُ
عن مثلنا لملمي تلكَ العيونَ ولا
ترمي بها ، وبِحارُ الشوقِ تحتارُ
إني لَأَعجبُ من ضعيفةٍ تدمي
قلبَ الأسودِ وإنَّ الموتَ أقدارُ
ما عُدْتُ مستغرباً من شاعرٍ أهبلٍ
في شعره صار بنداً فوقهُ نارُ
من أينَ تأتينَ بالهلاكِ من رحمةٍ
فنشتهي حتفنا ، والعشق غَدّارُ
كم من أديبٍ لكنَّ الفضلَ في شعرهِ
والحرُّ لن ينسى الفضلَ إذن عارُ
كالورد يدمي بنا شوقاً ونلمسهُ
أنعِمْ بشعرٍ يكونُ فيهِ نُوّارُ
(١)بنداً: علماً
(٢)نوار:زهور
عبدالمجيد حاج موّاس
ويعتبر ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺃﺑﻠﻎ ﺑﻴﺖ ﺷﻌﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺰﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ
فقلت على ذات البحر والقافية
(العشق بالعيون)
ليتَ الجيوشَ ومن عينيكِ ما انطلقتْ
نحو الفؤادِ علی مستسلمٍ ثاروا
تلك العيون فكمْ قد أرهقتْ بشراً
يسوقهم نحو بحرِ الحبِّ إعصارُ
باللهِ لا تطلقي سهماً ولا رمحاً
فيها لَيَعجزُ حاذِقٌ وعطَّارُ
كلُّ السلاحِ فلا نخشى مهابتهُ
وغمزةً تجعلُ الكِبارَ تنهارُ
عن مثلنا لملمي تلكَ العيونَ ولا
ترمي بها ، وبِحارُ الشوقِ تحتارُ
إني لَأَعجبُ من ضعيفةٍ تدمي
قلبَ الأسودِ وإنَّ الموتَ أقدارُ
ما عُدْتُ مستغرباً من شاعرٍ أهبلٍ
في شعره صار بنداً فوقهُ نارُ
من أينَ تأتينَ بالهلاكِ من رحمةٍ
فنشتهي حتفنا ، والعشق غَدّارُ
كم من أديبٍ لكنَّ الفضلَ في شعرهِ
والحرُّ لن ينسى الفضلَ إذن عارُ
كالورد يدمي بنا شوقاً ونلمسهُ
أنعِمْ بشعرٍ يكونُ فيهِ نُوّارُ
(١)بنداً: علماً
(٢)نوار:زهور
عبدالمجيد حاج موّاس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق