لعبة الامم
(ج٢)
(١)
كان قد قالها يوماً
كانت مجرد رأي
لكنها الْيَوْمَ واقع وحكاية
"اخشى ان تصبح الخيانة
يوماً وجهة نظر"
وقد صارت ...
من يخون القدسَ
من يتخلى عن اَهلها
وحجارة الأقصى
والثرى فيها أغلى من الذهب
هو خائن ... مسؤول كان
أم مارق عبر أزقتها
أو قاطن في رُبَاها مقيمٌ بها وقاطنْ
فجميعهم تعيسٌ متآمرٌ وخائن!
(٢)
صرنا مثل قطيع الغنم
يقودها جاهلٌ
يمارس فينا كل أشكال العبودية
يقول لنا شيئاً فكلامه مقدّس
يأمرنا ان نأكل لحم بَعضِنا أو نتجسّس
يطلب منا الحرامَ فلا نتوجّس
يقدّم لنا خبراً كاذباً نتقبله
ننقله دون تفكير ولا نتحسّس
ربما ذات يومٍ اذا خلعوا عنا ورق التوت
قد نستطيع من ذُلنا ان نلحسْ
(٣)
كل من يزرعه في غفلة منا
ومن يسقيه من عرقنا
وعلى تراب أرضنا
من يحصده رغماً عنا
من يتاجر فيه كي يقتلنا
مارقٌ وعميل
ليست الاوصاف الا تعجز
هو ذاته القاتل
وسيكون يوماً ذاته القتيل
الخيانة ليست فقط مع العدو
اكبرها ان تخون ارضك
وأعظمها ان لا تصون عرضك
بل وكبيرة الكبائر ان تزرع المخدرات
وانت بذلك تجلب العار لأولادنا
تقتلهم بلا رحمة
تسوقهم كالأغنام عبيداً لها
وتصيح مع اقرانك وسط الزحمة :
هذه لقمة عيشي واكبر نعمة !
(٤)
نقتلُ بَعضَنا لأتفه الأسباب
نمارس كل ما يرتضيه الاعادي والأغراب
نحرمُ أماً مسكينة من اطفالها
نقتلها بدم بارد دون رادع
نمارس كل انواع الخطايا
والكل عارفٌ ومدركٌ وسامع
كبيرهم شيخ يمارس كل طقوسه العمياء
وسيّدهم بالصف الاول بالجامع
جُثثٌ تُلقى في كل مكان بلا وازع
الموتُ المجاني في بلادنا بلا ثمن
نمارسهُ لغايايات الشيطان وحده يدافع
ربما اذا سألوا عنها الشيطان يوماً
يعتلي منبر الحكمة ليفتي بحرمتها ولا يُمانع
ربما يصبح الشيطان تلميذاً عندهم
وقد يصير في صلاة الفجر إماماً لهم
وما يدريك أيها القاتل الملعون
الا ضميراً يصحو ذات يومٍ من هذا الجنون!
(٥)
يشغلنا الْيَوْمَ إعلامٌ مضَلِّلٌ كله غرائب
وانظمةٌ شُغلها الشاغل المال والمناصِبْ
وحاكمٌ يتسلى بتقطيع أوصال الاوطان
والشعبُ المسكين اما مغيّبٌ أو غائبْ
فمن يرتضيهم له نصيبٌ من هذي المراتب
يأتي الى ديوانهم ليلهو قليلاً ويرى العجائب
ومن يعارضهم ذات يوم يقتلوه
وفِي عتمة ليل ما له فجرٌ يقطّعوه
وفِي غيابات الضياع يدفنوه
هكذا فعلوا بالالاف دونما ضجة
لديهم كل الأسباب وعند شيوخهم الف حِجّه
فالقاتلُ من سَيِّدِه مأجورْ
وسيفهُ بتّارٌ مشحوذٌ لا مكسور
حتى اذا أراد ان يصحو ذات يوم
يلعنون ويقتلوه ويلقى في أتون العبور
مات بحادث سيارة
هكذا هو القدر
الا تتعِظوا يوماً أيها البشر ؟
(٦)
صِرنا تتقاذفنا امواج البحر العاتية
وقِصعَتُتنا تغرقُ بالاسباب الواهية
كلابُ الارض تجمّعت من كل ناهية
حتى اذا انتهت الأكلة يوماً
ألقوا بما تبقى من اجسادنا للداهية
ثم جاءوا بشيخٍ حقير ليكون الداعية
يلقي خطبته المشؤومة بالكلمات الباكية
فإذا انتهت خطبة العار وكانت كافيه
ألقوا بِنَا تحت الثرى وناهم لنا كاويه
ثم يجتمعون وصوت سيدهم يعلو
ينادي على عبيده يهددهم بالهاوية
ملعونة هي الكراسي وغارقة بدمائنا راوية!
(الدكتور عماد الكيلاني)
(ج٢)
(١)
كان قد قالها يوماً
كانت مجرد رأي
لكنها الْيَوْمَ واقع وحكاية
"اخشى ان تصبح الخيانة
يوماً وجهة نظر"
وقد صارت ...
من يخون القدسَ
من يتخلى عن اَهلها
وحجارة الأقصى
والثرى فيها أغلى من الذهب
هو خائن ... مسؤول كان
أم مارق عبر أزقتها
أو قاطن في رُبَاها مقيمٌ بها وقاطنْ
فجميعهم تعيسٌ متآمرٌ وخائن!
(٢)
صرنا مثل قطيع الغنم
يقودها جاهلٌ
يمارس فينا كل أشكال العبودية
يقول لنا شيئاً فكلامه مقدّس
يأمرنا ان نأكل لحم بَعضِنا أو نتجسّس
يطلب منا الحرامَ فلا نتوجّس
يقدّم لنا خبراً كاذباً نتقبله
ننقله دون تفكير ولا نتحسّس
ربما ذات يومٍ اذا خلعوا عنا ورق التوت
قد نستطيع من ذُلنا ان نلحسْ
(٣)
كل من يزرعه في غفلة منا
ومن يسقيه من عرقنا
وعلى تراب أرضنا
من يحصده رغماً عنا
من يتاجر فيه كي يقتلنا
مارقٌ وعميل
ليست الاوصاف الا تعجز
هو ذاته القاتل
وسيكون يوماً ذاته القتيل
الخيانة ليست فقط مع العدو
اكبرها ان تخون ارضك
وأعظمها ان لا تصون عرضك
بل وكبيرة الكبائر ان تزرع المخدرات
وانت بذلك تجلب العار لأولادنا
تقتلهم بلا رحمة
تسوقهم كالأغنام عبيداً لها
وتصيح مع اقرانك وسط الزحمة :
هذه لقمة عيشي واكبر نعمة !
(٤)
نقتلُ بَعضَنا لأتفه الأسباب
نمارس كل ما يرتضيه الاعادي والأغراب
نحرمُ أماً مسكينة من اطفالها
نقتلها بدم بارد دون رادع
نمارس كل انواع الخطايا
والكل عارفٌ ومدركٌ وسامع
كبيرهم شيخ يمارس كل طقوسه العمياء
وسيّدهم بالصف الاول بالجامع
جُثثٌ تُلقى في كل مكان بلا وازع
الموتُ المجاني في بلادنا بلا ثمن
نمارسهُ لغايايات الشيطان وحده يدافع
ربما اذا سألوا عنها الشيطان يوماً
يعتلي منبر الحكمة ليفتي بحرمتها ولا يُمانع
ربما يصبح الشيطان تلميذاً عندهم
وقد يصير في صلاة الفجر إماماً لهم
وما يدريك أيها القاتل الملعون
الا ضميراً يصحو ذات يومٍ من هذا الجنون!
(٥)
يشغلنا الْيَوْمَ إعلامٌ مضَلِّلٌ كله غرائب
وانظمةٌ شُغلها الشاغل المال والمناصِبْ
وحاكمٌ يتسلى بتقطيع أوصال الاوطان
والشعبُ المسكين اما مغيّبٌ أو غائبْ
فمن يرتضيهم له نصيبٌ من هذي المراتب
يأتي الى ديوانهم ليلهو قليلاً ويرى العجائب
ومن يعارضهم ذات يوم يقتلوه
وفِي عتمة ليل ما له فجرٌ يقطّعوه
وفِي غيابات الضياع يدفنوه
هكذا فعلوا بالالاف دونما ضجة
لديهم كل الأسباب وعند شيوخهم الف حِجّه
فالقاتلُ من سَيِّدِه مأجورْ
وسيفهُ بتّارٌ مشحوذٌ لا مكسور
حتى اذا أراد ان يصحو ذات يوم
يلعنون ويقتلوه ويلقى في أتون العبور
مات بحادث سيارة
هكذا هو القدر
الا تتعِظوا يوماً أيها البشر ؟
(٦)
صِرنا تتقاذفنا امواج البحر العاتية
وقِصعَتُتنا تغرقُ بالاسباب الواهية
كلابُ الارض تجمّعت من كل ناهية
حتى اذا انتهت الأكلة يوماً
ألقوا بما تبقى من اجسادنا للداهية
ثم جاءوا بشيخٍ حقير ليكون الداعية
يلقي خطبته المشؤومة بالكلمات الباكية
فإذا انتهت خطبة العار وكانت كافيه
ألقوا بِنَا تحت الثرى وناهم لنا كاويه
ثم يجتمعون وصوت سيدهم يعلو
ينادي على عبيده يهددهم بالهاوية
ملعونة هي الكراسي وغارقة بدمائنا راوية!
(الدكتور عماد الكيلاني)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق