شَدْوُ الرُّعْيَان
*****
للــشِّـعْـر بَــوْنٌ
حـين يُـصْـبـحُ شَــاعــراً ...
بـيـن انْـتِـشَـاءِ الـحَـرْفِ
والـهَـذَيَـانِ
.
يــمــشـي عـلـى قـدمـيـن
مـثـل حــمــامـةٍ...
وكـلاهـمـا
يـنـحـو إلـى الـطيـرانِ
.
والآن أطْـلَـقَـتِ الـعِـنَـانَ لـحَـرْفِـهِ...
واسـتـعـمـرتـنـا
تـلـكـمـا الـعَـيْـنَـانِ
.
نـام الـكـرى فـوق الـعـيـون
ولـم تـنـم....يـا صـاحـبـي
عـيـنـان نـاعـسـتـانِ
.
وأنـا أتـيـتُ مـن الـبـوادي
شـاعـراً...
حـيـثُ الـحـواضـرُ جَـمَّـةُ الألـوان
.
ورأيـتُ ثَــمَّ رأيـتُ
أجـمـلَ زهـــرةٍ...
وقَــعَــتْ عـلـيـها أعـيـنُ الإنـسـانِ
.
قـالـتْ رُوَيْـدَكَ
لـيـس عَـصْـرُكَ عَـصْـرَنَـا ..
شـتـان بـيـنـهـمـا بـألـف زمــانِ
.
قـد تـخـلـبُ الـمُـدنُ الـعُـيـونَ
بــضـوئـهـا...
وبـأيْـكِـهـا الـفـيـنـانِ ذي الأغـصـانِ
.
لـكـنـهـا كـالـثـلـجِ
حـيـن تُـحـيـطـهُ ....
بــالــدِّفْءِ يـصبـحُ عَــاجِـلَ الـذَّوَبـانِ
.
لـكـنَّ حـظَّـكَ
قَــادَ خَـطْـوَكَ نـحـونـا...
ولــقــد هَــداكَ لـصـائـب الـعُـنـوانِ
.
قـلـبـي يـراكَ
كـمـا أراك بـأعـيُـنِـي...
وغَــزَوْتَ وجــدانــي بـغـيـر سِـنَـانِ
.
دَعْـنَـا مـن الـمـاضـي
وَهَـبْـتُـكَ حـاضـري...
أضـغـاثُ مـاضـيـنـا إلـى الـنِّـسـيـانِ
.
مـا اخْـتَـرْتُ مَـاضِـيَّ
الـذي وَدَّعْـتُـهُ...
لـو كُـنْـتَ فـي الـمـاضـي لَـمَـا عَـنَّـانِـي
.
هَـيَّـا نُــواري
سَـوْأَةَ الـذِّكـرى مـعـاً...
كـي تـسـمـحَ الــدُّنـيـا بِـحَـظٍّ ثَــانِ
.
والآنَ بُـشْـرَايَ
الـتـي أمَّـلْـتُـهَـا...
بـيـن الـيـديـن تـضـمُّـهـا أحـضـانـي
.
وأرى غَـدِي
مـا دُمْــتَ صـاحـبَ رحْـلَـتِـي...
سـيـكـونُ مـثـلَ الـيـومِ طَـوْعَ بَـنَـانِـي
.
هــذا هَـوَاكَ شَـرَحْـتُـهُ
وكَـفَـانِـيا...
أنِّـي أرَاكَ كَـمَـا أَرَاكَ تَــرَانِـي
.
الـحُـلْـمُ طـيـفٌ
فـي الـمـنـام يـزورنـا...
أرأيـتَ حُـلْـمًـا زَائِـرَ الـيَـقْـظَـانِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق