بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 19 سبتمبر 2017

" ممرضة يهودية مرضعة لطفل فلسطيني "يامن" في مستشفى هداسا " بقلم د. عماد الكيلاني



ممرضة يهودية مرضعة لطفل فلسطيني "يامن" في مستشفى هداسا
---
مرضعة يهودية لطفل فلسطيني
18-9-2017


في هداسا ... مستشفى مقدسي
طفلٌ إسمه يامِنْ
أمه توفِّيَت بحادثٍ على الطريق
مات الكثيرون ...
الامُّ والاهل والأصدقاءُ يرحلون
أتى به إلى هداسا
هناك ممرضةٌ يهودية حنونة
أمٌّ ترضعُ في حينها ليست مجنونة
امومتها كإنسانة واعية مضمونة
ليست كبقيّة النساء لكنها إمرأة مصونة!
ماتت أمّ الطفل الرضيعْ
الوضعُ مؤلمٌ والحالُ فظيعْ
يصيحُ الطفلُ يبحث عن أمه
لم يُجِبهُ أحدٌ لا أم ولا حضن منيعْ
يصيح لساعات 
لم يرضَ الحليبَ المصنّعْ
لم يرضَ به ولم يقنَــعْ !
في هداسا ... 
عنوان الرحمةِ شجرة باسقة
في هداسا ... 
اليهودية امٌّ ولديها طفلة لها عاشقة
في هداسا ...
رحمةٌ مفقودة واوضاع خانقة!
لكنّها الأمومة
رأت الطفلَ وحالهُ المكلومة
رأتهُ يبكي سألت
فجاءتها تفاصيلُ المعلومة!
أمُّهُ ماتت
عن الدنيا رحلت
بحادث سير مفجِعْ
والطفلُ يحتاجُ لمرضِعْ
لا تقلْ لي ديانة تحكّمُ أو دينْ
هناك رحمة في قلوب العالمينْ
رحمة تسكن في الايمان واليقينْ
تلك إنسانة
لا تقبل التراجع 
كلا ولا المهانة
يهودية مسيحية ام مسلمة
في بداية الأمر ونهايته
هي أمٌّ تشفَقْ
هي أمٌّ تترفَّقْ
أمومة تتحقَّقْ
سيّدة الموقفِ الأخلاقْ
بالتراضي بالتفاهم بالإتفاقْ
لا تَقُلْ لي نحن على وِفاقْ
نحنُ قومٌ نحيا شعوراً 
وإحساساً إسمهُ الارتفاقْ
نحن في أول الأمر وآخره بشرْ
في قلوبنا غيماتُ حبٍّ ومطرْ
هي أمٌّ أرضعت طفلاً
ما تخلّت عنه لحظة 
ولا يوماً تولّتْ ...!
فلا تقُلْ لي أمّي هذه او تلكْ
أمّي التي حنّ قلبها أرضعتني
أمي التي بعمري قد ربّتني
أمّي رحم اللهُ أمي وحدي تركتني
رغماً عني غابت عند رب الكونِ
أمي ماتت
أمي رحلت
تلك الأخرى أنقذتني
وهي التي أرضعتني
هي التي من حنانها 
صنعتْ عصيراً فأسقتني
من حليبها الغنيّ أروّتني
إنّي أمي 
رحمَ الله أمي التي انجبتني
رحم اللهُ أمي التي حملتني
لكنها الأقدارْ
أن ترحلَ عني
وينتهي معها المشوارْ
تلك أمي التي ولدتني
وهذه أمي التي ربّتني
إني لها بعمري مدينْ
أحمل عشقها بقلبي 
طول العمر والسنينْ
أحبّها وتحبُّني بِيقينْ
هي واحدة عن كل الملايينْ
أمي التي اشتاقها في كل حين!
يا له الزمنُ الجميلْ
أمي تحضنني
أمي تشتاقني
إنه زمني معها ما له مثيلْ!
هي أمي التي لا تعرف المستحيلْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق