المقاصد والمعاني
16-9-2017
[1]
الموت
نسيتُ أن الموتَ قاتلٌ بشعٌ ذميمْ
وقد نسيتُ أنه يترك القلبَ دميمْ!
أليسَ هذا الموتُ ما له قلبٌ رحيمْ
نسيتُ أني سأموتُ يوماً أو أهيمْ
في دروب حياة كلّها همٌّ وتسميمْ!
يا ليتني ما جِئتُها الدنيا كالحليمْ
ولا عشتُ فيها مسموماً من اللئيمْ
لكأنني تمنّيتُ قبري تحت الأديمْ
يبقى ملاذي والعدلُ من ربٍّ حليمْ
[2]
الصمتْ
فلو كانَ الكلامُ من ذهبٍ فالصمتُ إعجازُ
ما أحوجَ الناسُ للصمتِ فإن الصمتَ إنجازُ
يعطي مقاصداً ومبتغى المعنى له الإهتزازُ
فإذا بلغتَ بالمعنى دون الكلامِ فكلهُ إعتزازُ
كيف إن كانَ النطقٌ فخٌّ كلُّه وما فيه إرتكازُ
لا أدبٌ بالنطقِ سوى إن تعدّى ففيه إشمئزازُ
فإن كان النطقُ ندامةً فإن الصمتَ انتهازُ!
[3]
الحنونة
قلبي لمن حنانها هفوُ عمري البدرُ والقمرُ
وحنانها يملأ الأكوان أفراحاً يخالها البشرُ
كأنها فريدة في الاخلاق وعمرها كلُّه دررُ!
وما الحياءُ إلا بعضُ منها والنور والصُّوَرُ
يا ويحي إذا قلبُها الحنونة يوماً سينكسرُ!
لو لفّت عيوني بالكون ما لقِيَت إلاّها أثرُ
هي أمي وأختي والحبيبةُ العمرُ إنها القدرُ
فإن رضاها بكلّ الكون وإنها هي الأغلى
إذا غابت عني قليلاً يصيرُ القلبُ يعتصرُ
[4]
الأخلاقْ
ما بالعمرِ شيءٌ يساويها لا أدبٌ ولا نسبُ
هي الأخلاقُ تبقى تسودُ العمرَ زادُها ذَهَبُ
كلُّ الناسِ إذا اجتمعوا عليها فالنّارُ واللهبُ
ما ليس بكل الصفاتِ لها مثيلٌ ولا نصبُ
إنما الأممُ الاخلاقُ لم يبق إلاّ لها النخبُ!
[5]
الهجرانْ
ما كلُّ من إن تركتهُ له يوماً سوفَ تحتملُ
ولا من تركتم بعد مشكلةٍ يغيبُ ثم ينفصِلُ
لا تتركوا للهجرِ الأصدقاءَ إنه الجرحُ يعتملُ
ما أجملَ العيشَ والأيامُ تجمعُنا بهم نكتملُ
يظلٌّ الحبُّ يسكننا إلى أن يأتي لنا الأجلُ!
[6]
الحبيـبْ
لا شيء يعدلُ في المشاعرِ مثل الهوى والغرامْ
لا شيءَ كما الحبيبِ إن أطلَّ فالأفراحُ لها دوامْ
كالبدرِ وسط السماءِ وحولهُ طلائعُ النجمِ هوامُ!
والروحُ يا لها في الحبِ إن شبِعَتْ فإنها سَتلامُ
يبقى الحبيبُ للروحِ طعامهُ والشوقُ له اغتنامُ!
وكلُّ العمْرِ مع الحبيب لذةٌّ ونعمةٌ له الاحترامُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق