( النار الباردة )
أنتِ
مساحةُ وجودي في هذا الوجود . . .
لا أعرفُ سوى امراةٍ
أُحبُّها
خارجَ زمنٍ
يُخندقُ في مُمراتِ السّائرين نحو الشّمس . . .
يخنقُ أنفاسَ الحبِّ
يمحو حروفَهُ من كتبِ الله
ما بقيَ همسٌ ممنوع . . .
ربَما
يعصرُ من نشوتهِ نبيذاً لياقاتٍ بيض . . .
أعترفُ
بأنَّ مجاديفي
تلقّفَها عطرٌ
تحرّرَ من جسدٍ يستحمّ . . .
أمسكيه
أضعتُ بوصلتي
فكان . . .
. . . . .
أنتِ
إضافةٌ إلى قَدَرِ المُضاف . . .
لحظةَ
يقتربُ شّوقُ من جمرةِ اتقادِه
ينفلقُ احتواء
إثنان فقطْ في رئةٍ واحدة . . .
كوني معي
في تكوينِ عالَمٍ مُنفصلٍ عمّا حولنا . . .
فيه
ما ليسَ في غيرِه . . .
أبجديةٌ
ليستْ بحروفٍ
اتسختْ بخطايا مذْ دفَنَ غُرابٌ أخاه . . .
ألوانُهُ
لم تعرفْها ريشةُ دافنشي في عِشائهِ الأخير . . .
ولا تكلّمتْ في ليلهِ أصابعُ بتهوفنَ في خامستِه . . .
تحيتُهُ خفقةُ قلب !
. . . . .
مَنْ تكونين ؟
أنتِ
حكايةٌ لم تقلْها شهرزاد . . .
روَتْ
ما روَتْ من كلامٍ مُباح . . .
لكنَّ العشقَ بعضٌ منهُ ضوءٌ مسموع
دونَهُ ما فاحَ على الدّهر مُباح . . .
أما زلتِ تتوحّمينَ على قبلةٍ
هي أغلى من كُلِّ فتوحاتِ الإسكندر ؟
ممّا ملَكَ قارونُ من خزائن ؟
لكِ ذلك
فأنا الماردُ الذي خرجَ من قُمقُمهِ السّاعةَ بينَ يديْك . . .
. . . . .
تعالي
نبحثُ لأشيائِنا عن أسماءٍ جديدة . . .
أنتِ معي
ليسَ باسمكِ
هذا الذي يعرفُهُ الآخرون . . .
انزعي كُلَّ ما لَهم
ارتديني
فأنا من قبلُ
إيّاكِ ارتديتْ . . .
نحنُ عالَمٌ حديثُ التّكوين
لا نُسمّيه
فالسّراقُ ما سلِمَ منهم صوتُ مِئذنة
طمعوا بعظمي بعدَ سَلْخ . . .
تعالي
نقضمُ التّفاحةَ من جديد !
نخصفُ
أو لا نخصفُ
هذا خيارٌ مفتوح . . .
شجرةُ التّوتِ ليستْ ثرثارة . . .
افتحي محرابَك
فالصّلاةُ فيهِ خطيئةٌ مغفورة . . .
لا تلتفتي
فالخلْفُ مرآةٌ مشروخة . . .
زيديني حُبّاً
فأنا زمنٌ يذوب !
. . . . .
عالَمي
لا يتجاوزُ ما تنظُرين . . .
جرّبتُ أنْ أعيشَ بدونكِ
اختنقتْ . . .
متى كان الهواءُ أنتِ ؟
لا تستعبري
ما في عِشقٍ مُصاب . . .
لعلَّ ما أصابَ أخا عامرٍ من ليلاه
يحرقُني
بلذةِ احتضانِ أُمٍّ لفطيم . . .
العشقُ ليسَ دمعةً على طَلَل . . .
تنائياً
يُبعدُ تدانياً . . .
قصيدةً مبحوحةَ الحروف . . .
هو احتراقٌ
ولو في جوفِ جليد . . .
لا تَقربي رمادي
ربَما
هو مُشعٌّ بالجنونِ كذلك
فلا يُزارُ قبرٌ من رماد !
. . . . .
دعينا
نرمّمُ عالَماً
شوّهتْ وجَهُ الحروب
أثخنتْهُ جروحٌ برصاصٍ وسيوف . . .
يشتري شهواتِهِ بدَمِ التّعساء
بجوعٍ ملفوفٍ بأوراقِ الزّينةِ في أعيادِ الميلاد . . .
صدّقيني
كنتُ لا أذكرُ ذلك
لولا أنَّ عشقَكِ
أبعدَني عن أَناي . . .
أُحبُّكِ الآنَ بقلبِ إفريقيٍّ جائع . . .
بعينِ ثَكلى
تُقطّعُها نُدبةٌ مُنخقةٌ في حُنجرةِ غزّة . . .
بارتعاشةِ أُمٍّ
فقدَتْ ربيعيْها على ضفافِ دجلة
فاحدوْدبتْ !
. . . . .
كم أنتِ رائعةٌ يا امرأة !
حينَ أطلُّكِ نافذةً لكوْني . . .
على كَتفيّ
تخفُّ صخرةُ ذلكَ الإغريقيّ البائس . . .
تتّسعُ زنزاناتُ المتوسطِ في حدقاتِ الكوْن . . .
يمدُّ كنفاني يدَهُ
لعلّها
تبتلُّ من حجرٍ في حدائقِ السُّراة . . .
لوركا
رصاصاتُهُ المُدماتُ
يُخرجُها من صدرِهِ دُمىً للصّغار . . .
يعزفُ جارا معزوفتَهُ الأخيرة
لا نُريدُ شمساً
أشرقتْ على نوافذِ سماسرةِ الدّمِ البشريّ . . .
قمراً
استضافتْهُ غيرُ بيوتِ الطّين . . .
القميصُ المُثقّبُ بشظايا الموْت
يُجيدُ الغناءَ كذلك !
السّيوفُ صِيام . . .
البنادقُ عوانس . . .
الحبُّ
يرسمُ خارطةَ العالَمِ من جديد !
. . . . .
عبد الجبار الفياض
'19/12 / 2018
* فيكتور جارا
فنان وكاتب مسرحي تشيلي اغتاله الانقلابيون في ملعب سانتياغو وهو يعزف على قيثاره .
أنتِ
مساحةُ وجودي في هذا الوجود . . .
لا أعرفُ سوى امراةٍ
أُحبُّها
خارجَ زمنٍ
يُخندقُ في مُمراتِ السّائرين نحو الشّمس . . .
يخنقُ أنفاسَ الحبِّ
يمحو حروفَهُ من كتبِ الله
ما بقيَ همسٌ ممنوع . . .
ربَما
يعصرُ من نشوتهِ نبيذاً لياقاتٍ بيض . . .
أعترفُ
بأنَّ مجاديفي
تلقّفَها عطرٌ
تحرّرَ من جسدٍ يستحمّ . . .
أمسكيه
أضعتُ بوصلتي
فكان . . .
. . . . .
أنتِ
إضافةٌ إلى قَدَرِ المُضاف . . .
لحظةَ
يقتربُ شّوقُ من جمرةِ اتقادِه
ينفلقُ احتواء
إثنان فقطْ في رئةٍ واحدة . . .
كوني معي
في تكوينِ عالَمٍ مُنفصلٍ عمّا حولنا . . .
فيه
ما ليسَ في غيرِه . . .
أبجديةٌ
ليستْ بحروفٍ
اتسختْ بخطايا مذْ دفَنَ غُرابٌ أخاه . . .
ألوانُهُ
لم تعرفْها ريشةُ دافنشي في عِشائهِ الأخير . . .
ولا تكلّمتْ في ليلهِ أصابعُ بتهوفنَ في خامستِه . . .
تحيتُهُ خفقةُ قلب !
. . . . .
مَنْ تكونين ؟
أنتِ
حكايةٌ لم تقلْها شهرزاد . . .
روَتْ
ما روَتْ من كلامٍ مُباح . . .
لكنَّ العشقَ بعضٌ منهُ ضوءٌ مسموع
دونَهُ ما فاحَ على الدّهر مُباح . . .
أما زلتِ تتوحّمينَ على قبلةٍ
هي أغلى من كُلِّ فتوحاتِ الإسكندر ؟
ممّا ملَكَ قارونُ من خزائن ؟
لكِ ذلك
فأنا الماردُ الذي خرجَ من قُمقُمهِ السّاعةَ بينَ يديْك . . .
. . . . .
تعالي
نبحثُ لأشيائِنا عن أسماءٍ جديدة . . .
أنتِ معي
ليسَ باسمكِ
هذا الذي يعرفُهُ الآخرون . . .
انزعي كُلَّ ما لَهم
ارتديني
فأنا من قبلُ
إيّاكِ ارتديتْ . . .
نحنُ عالَمٌ حديثُ التّكوين
لا نُسمّيه
فالسّراقُ ما سلِمَ منهم صوتُ مِئذنة
طمعوا بعظمي بعدَ سَلْخ . . .
تعالي
نقضمُ التّفاحةَ من جديد !
نخصفُ
أو لا نخصفُ
هذا خيارٌ مفتوح . . .
شجرةُ التّوتِ ليستْ ثرثارة . . .
افتحي محرابَك
فالصّلاةُ فيهِ خطيئةٌ مغفورة . . .
لا تلتفتي
فالخلْفُ مرآةٌ مشروخة . . .
زيديني حُبّاً
فأنا زمنٌ يذوب !
. . . . .
عالَمي
لا يتجاوزُ ما تنظُرين . . .
جرّبتُ أنْ أعيشَ بدونكِ
اختنقتْ . . .
متى كان الهواءُ أنتِ ؟
لا تستعبري
ما في عِشقٍ مُصاب . . .
لعلَّ ما أصابَ أخا عامرٍ من ليلاه
يحرقُني
بلذةِ احتضانِ أُمٍّ لفطيم . . .
العشقُ ليسَ دمعةً على طَلَل . . .
تنائياً
يُبعدُ تدانياً . . .
قصيدةً مبحوحةَ الحروف . . .
هو احتراقٌ
ولو في جوفِ جليد . . .
لا تَقربي رمادي
ربَما
هو مُشعٌّ بالجنونِ كذلك
فلا يُزارُ قبرٌ من رماد !
. . . . .
دعينا
نرمّمُ عالَماً
شوّهتْ وجَهُ الحروب
أثخنتْهُ جروحٌ برصاصٍ وسيوف . . .
يشتري شهواتِهِ بدَمِ التّعساء
بجوعٍ ملفوفٍ بأوراقِ الزّينةِ في أعيادِ الميلاد . . .
صدّقيني
كنتُ لا أذكرُ ذلك
لولا أنَّ عشقَكِ
أبعدَني عن أَناي . . .
أُحبُّكِ الآنَ بقلبِ إفريقيٍّ جائع . . .
بعينِ ثَكلى
تُقطّعُها نُدبةٌ مُنخقةٌ في حُنجرةِ غزّة . . .
بارتعاشةِ أُمٍّ
فقدَتْ ربيعيْها على ضفافِ دجلة
فاحدوْدبتْ !
. . . . .
كم أنتِ رائعةٌ يا امرأة !
حينَ أطلُّكِ نافذةً لكوْني . . .
على كَتفيّ
تخفُّ صخرةُ ذلكَ الإغريقيّ البائس . . .
تتّسعُ زنزاناتُ المتوسطِ في حدقاتِ الكوْن . . .
يمدُّ كنفاني يدَهُ
لعلّها
تبتلُّ من حجرٍ في حدائقِ السُّراة . . .
لوركا
رصاصاتُهُ المُدماتُ
يُخرجُها من صدرِهِ دُمىً للصّغار . . .
يعزفُ جارا معزوفتَهُ الأخيرة
لا نُريدُ شمساً
أشرقتْ على نوافذِ سماسرةِ الدّمِ البشريّ . . .
قمراً
استضافتْهُ غيرُ بيوتِ الطّين . . .
القميصُ المُثقّبُ بشظايا الموْت
يُجيدُ الغناءَ كذلك !
السّيوفُ صِيام . . .
البنادقُ عوانس . . .
الحبُّ
يرسمُ خارطةَ العالَمِ من جديد !
. . . . .
عبد الجبار الفياض
'19/12 / 2018
* فيكتور جارا
فنان وكاتب مسرحي تشيلي اغتاله الانقلابيون في ملعب سانتياغو وهو يعزف على قيثاره .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق