بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 21 مايو 2017

" الصحراء ضفة واسعة للحياة " بقلم د.المفرجي الحسيني


الصحراء ضفة واسعة للحياة 
-----------------

كنت أبحتُ عن الهدوء في مكان ما، طبيعة أخرى، بالتالي ستكون له خريطة أخرى للذكريات، أنتقل بجسدي وعقلي بعيداً حيث أحيا من جديد، يدفعني لأن أفكر في مدى العلاقة التي تربطني بالمكان، عشرات الاختيارات تصلح لأن تعيشها ، قداسة الحياة والاختيارات مجروح دوماً لا يقويها إلا الإيمان الشخصي بالفعل والعمل.
اخترت أن أعيش في الصحراء ، نقيض ما أعيشه، اخترت المكان البعيد لا لشيء سوى أنه بعيد ولا أتوقعه. لم أعرف الصحراء إلاّ ما حملته طفولتي عنها من صور.
أبحث عن خلاص ما مختلف يمكنني أن أذوب فيه ويخفف عني الآلام التي جثمت على صدري. في الحياة البدائية والمساحات الشاسعة من النخيل وبيوت الطين والتي تبتلعها المساحات الشاسعة من الرمال وكثبانها. ذلك ما وضع أمام ذاكرتي مكاناً أبعد من مكان ذاكرتي التي بدأت من يوم ميلادي نقطة ابعد منه أصبحت مشدوداً إليها وسيرة حياة أبعد من سيرة حياتي تجذبني بهدوء وأشعر براحة . رحلتي دون أن أدري هل أواصل الحياة الخاصة وأمنحها بعداً وعتقاً حقيقياً ولا سبيل للحصول عليها في جدران بيتي في المدينة، تصدر للإنسان إحساسا قاتماً بأن نهاية الناس هنا وسط الضجيج والصراخ والزحام وزحام السيارات، المدينة لا تمنحك أفقاً للتخيل والمشكلات لا تجد لها حلاً وسط الرعب المكدس. لا أفكر بالنهاية ولا أقصد بها الموت لكن النهاية التي تضع حلاً للتذكر .أريد أن أفقد حريتي المعتادة بالتذكر، في أي مكان غريب يتحول إلى متاهة، الصحراء بلا خريطة أمام الغريب عنها ولكن هناك من ينتظرك أنه الفضاء المحمل بالتاريخ وليس الانتظار.
الواحة في الصحراء انتظار مؤقت، حياة مؤقتة لأن المكان خلق خالياً ويعود خالياً بين البداية والنهاية.
------------------
د.المفرجي الحسيني
الصحراء ضفة واسعة للحياة
21/5/2017
العراق ــ بغداد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق