عاشقة بلا أجنحة
.....................
قصة قصيرة
(بقلم ( الاديب عاطف عبد الله
قصة قصيرة
(بقلم ( الاديب عاطف عبد الله
من الممكن ان تنخدع عيوننا بما رأيناه ..وتتحير عقولنا فيما اخترناه ..ويعود بنا طريقنا الي حيث بدأنا ...لكن من المستحيل أن تنسي قلوبنا كل من احببناه ...امراة شابة تخلب العيون بجمالها الصاف وكأنها خلقت لتكون ملكه ...أحاسيسها المرهفة وصدقها مع نفسها وبراءتها مع كل من حولها ..جعلت منها مطمعا لاصحاب القلوب المريضة ...الا انها كانت تمتلك قلبا كبيرا استطاعت أن تصارع به كل الذئاب ...واختارت به من شغفها حبا ..وتحدت به كل من وقف في طريقا ..حتي انتصرت وعلت وحلقت به بعيدا عن الحاقدين ...انها قصة عشق احدث حربا بين البشر !!..لم تكن بعد قد تخطت ربيعها التاني والعشرين.... لقد من الله عليها بجمال خلاب ياخذ بالالباب ..بالعقول ....ويخطف القلوب من مكامنها ...كل من يراها يعشقها ..هكذا كتب عليها او كتب لها ..في قصر مهيب تحيا مع دادتها فابيها المليونير مشغول عتها بصفقاته التي لاتنتهي ففقدت حنان الاب ...وأمها سيدة الأعمال الارستقراطية الني تعشق الظهور كسيدة مجتمع في وسائل الاعلام وفي النوادي وجمعيات لاحصر لها ممن يبيعون الوهم لاناس اقصي امانيهم أن يعيشون في كرامة وامان ...فكانت امها هي الاخري علي درب ابيها ...وعلي الرغم من كثرة حاسديها من زميلاتها في الجامعة ....وفي النوادي التي قلما تهب اليها ...الا انها قد وجدت ضالتها في زميلها الذي اختارها قلبها ...هي كاي فتاة اختارت زميلا لها احبته ثم عشقته ..لكنه لم يكن كاي انسان ...ولانها فنانة في الفنون الجميلة وهو ايضا فقد وجدت فيه ضالتها التي لم تجدها في ابيها الباهت ...وامها الخيال ...خيال حبيبها واقع ...فغاصت فيه حتي ثمالة كيانها عشقته ..جنت به ...اصبحت علي استعداد تام ان تصحي بالغالي والنفيس من اجل حبها ....هو من طبفة عادية فقيرا يمتلك كرامة وعزا أغني من الأغنياء .....موهوب بدرجة علي خلق كريم ....امتلك فنا وموهبة سيعيشون معها اخلد الأزمان ...ورغم كل هذا التعيم لم تشعر بالسعادة داخل قصر ابيها ولم يتطرق الي نفسها الغرور او التعالي كانت فتاة بسيطة تعشق الفن وتصوره علي لوحاتها وتعزف بريشتها أروع الحان الحياة ..اقتنعت تماما بان حبها هو حياتها وتستطيع رسم طريفها ....هو وهي ..لقد سلمت له قلبها وصبت عليه عطفها وحنانها وتوجهت نحوه بكل جوارحا ...دعته لمقابله والدها ليطلب يدها منه بعد تخرجها ....وهاهي الايام تمر..... حتي جاءت اللحظة المناسبة ليقابل والدها التي لا يراها الا نادرا ...واجتمعت الام لتري عريس ابنتها التي اختارته بنفسه .....وكانت المفاجاة المذهلة ....لقد اخبروه بان ابنتهما مخطوبة لابن خالتها الغني ولا يجوز لشاب متواضع ان يتجرأ ويطلب بنت الأكابر !!.....نفس النعرة الكدابة في كثير من المجتمعات المصرية وخصوصا طبقة الارستقراطين من ذوي الاموال ...اغلبهم يمتلكون اموالا بلا كرامة ...هنا غضبت الفتاة غضبا شديدا ...تغير الاب والام ..تماما ....ووقفا حائلا بين ابنتهم وحبيبها ....الا انها دافعت عن حبها بكل ما اوتيت من قوة ....لم يكونا ابا واما لها الا حين احبا ارت ابن اختها لتزداد ترواتهم وتكتر نزواتهم وكانهم سيخلدون في هذا الدنيا ولن تذوب سنوات عمرهم .....منعوها من الخروج وضعوا العراقيل امام الاتصال بحبيبها جعلوها تحت الحراسة ليلا ونهارا عذبوها اشد العذاب ...كل هذا لم يثنيها عن مواصلة جهادا من اجل حريتها .....فالفور بالحبيب لبس الا خطوة اولي لايجاد ذاتها ...لايجاد نفسها .......جائها ذات يوم حين مساء حبيبها .....فغافلا الحراس وهربا ....هنا جن جنون الاب ....الذي عرف عنه كل شيئ ....وفي الحال سلط رجاله بالذهاب الي مسكنه المتواضع في مصر القديمة ودخلا بيته وعندما لم يجداهما امرهما بفتل امه وابيه المسنين ..ليكون عبرة .لغيرة..وليندم علي فعلته ......وحين علما بالكارتة وهما مختبئان عند خالها ....يتركها مهرولا الي بيته ليكون السبب في موت ابيه وامة لانه اراد ان يحقق عدلا لم يكن ليستقيم في ارض كلها احقاد وتكبر واضطهاد ....دفن ابيه ..وامه ...وظلت حبيبته عند خالها وهي لاتعرف عنه شيئا ..وتمر الايام ويحفط التحقيق في جريمة قتل ابية وامه ...وتقيد ضد مجهول ...بفعل فاعل ....ويمرعام كامل ....هنا يرسل الاب لياخد ابنته عنوة من خالها الذي تحبه ووجدت فيه كل الانسانية ...ويزوجانها قهرا لابن خالتها المليونير ثم يسافرا في الحال الي اوربا .....وتعود الامور الي سيرتها الاولي مع اختلاف فقط في قواعد القهر والظلم والاضطهاد .....حتي تفاجات القاهرة كلها في صبيحة يوم من الابام ..بجريمة قتل بشعة حين وجد المليونير زوجته تخونه في بيته وعلي فراشه ...وفي قصره ..مع شاب من شباب ناديها ...فيقتلها ..ويقتله ...ثم يقتل نفسه ....وتعلم المسكينة بالكارثة فيطلقها زوجها ويرسلها عائدة الي مصر محطمة بعد عامين.... انجبت خلالهما طفلا معاقا كل ما فيه انفاس لاهثة ...انسان جاء للدنيا ليحقق عدلا اراده الله تعالي عبرة لمن يريد ان يعتبر وهو ممدا بلا حراك .....لم تستطع الذهاب الي قضر ابيها ...هي لاتريد من ذكراهما شيئا حطت علي عش خالها فوجدت عنده الحضن الدافي ....وكانت المفاجاة ....لقد طهر حبيب عمرها من جديد ....وهنا تعاهدا علي الا يفترقان ....ويواصلان عهدا كان قد بدأه بالامس القريب .
................................................................
تحياتي لكم من القلب
قصة الكاتب والشاعر
( عاطف عبد الله )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق