" رِضَى النَّاسِ "
عَجَائِبُ النَّاس لا تَخْفَى على عَقْلِ
وَلَسْتُ مُسْتَثْنِيًا صَحْبِي ولا أَهْلِيْ
إذا عَقَلْتُ رِقَابَ المالِ مُحْتَرِزًا
منه التَّشَرُّدَ كَنُّونِي أَبَا البُخْلِ
وَإِنْ تَفَضَّلْتُ لِلرَّحْمَن ِ مُبْتَدِئًا
قالوا : يُبَاهِي ذَوِي الإِحْسَانِ بِالفَضْلِ
وَإِنْ نَظَرْتُ عُفَاةَ الدَّارِ تَسْأَلُنِي
قالوا : أَمُنْتَظِرًا يَأْتُوهُ بِالسُّؤْلِ؟
وَإِنْ بَسَطْتُ يَدَ المَعْرُوفِ تَكْرِمَةً
قالوا : يُضِيفُ بِهَا مِنْ شُهْرَةِ الفِعْلِ
وَإِنْ تَكَلَّمْتُ قالوا : زَادَنَا هَذَرًا
وَإِنْ تَبَلَّمْتُ يَعْزُونِي إلى القُفْلِ
أَطَلْتُ بِالشِّعْرِ قالوا : تِلْكَ مسْهَبَةٌ
قَصَرْتُ أُخْرَى فَعَدُّوهَا مِنَ القَل ِّ
أَخْذْتُ بِالذَّنْبِ قالوا : لو حَلُمْتَ بِهِ
تَرَكْت ُ لِلرَّب ِّ قالوا : بِئْسَ مِنْ ذُل ِّ
صَلُبْتُ حتى أعابوني فَإِنْ وَجَدُوا
سَهْلًا أذاعوا بِأَنَّ الضُّعْفَ في السَّهْلِ
صَبَرْتُ لِلأَمْرِ قالوا : الصَّبْرُ مَسْكَنَةٌ
وَإِنْ جَزعْتُ أَشَارُوا لِي : على مَهْلِ
أُرَافِقُ الجِيدَ قالوا : زِدْتَ رُفْقَتَهُ
أُفَارِقُ النَّذْلَ ذَمُّوا فُرْقَةَ النَّذْلِ
وَإِنْ تَوَسَّطْت ُ في كُل ٍّ سَمِعْتُ لَهُمْ :
مَا بَالُهُ خَارِجًا عَنْ طَبْعِهِ الأَصْلِي؟
فَيَا لَهَا مِن ْ طِبَاعٍ مِن ْ سَمَاجَتِهَا
آمَنْتُ حَقًا بِأَنَّ الحَصْرَ لا يُسْلِي
أرى رِضَى النَّاس ِ في الأيام ِ مَسْأَلَةً
تَخَلَّدَتْ عندهم مِنْ دُونِمَا حَل ِّ
لَكِنَّنِي لا أَرَى ذَا العَقْلِ يَجْهَلُهَا
مادام يَبِغِي رِضَى الرَّحْمَن ِ بِالكُل ِّ
مَالِي وَلِلنَّاسِ في الأزمان يَا خِلِّي
كُلٌّ على حَالِهِ فَلْتَنْتَبِهْ مِثْلِي
إِرْضَاءُ غَيْرِكَ سَيْفٌ حين تُشْهِرُهُ
رَأَيْتَ قَبْضَكَ سَيْفًا خَالِيَ النَّصْلِ
حَرْبٌ رِضَى النَّاسِ وِّالمُرْضِي ضَحِيَّتُهَا
فَلَا تَكُنْ رَاضِيًا بِالبَأْسِ وَالقَتْل ِ
وَدَعْكَ في طَبْعِكَ الرَّائِي مَحَاسِنَهُ
ما مَيَّزَ الفَهْمَ بين العِلْمِ وَالجَهْلِ
إِرْضَاءُ غَيْرِكَ نِيرانٌ بلا لَهَبٍ
كَمَاءِ قِدْرِكَ فَوْقَ النَّارِ ما يَغْلِي
لو تَرْشفُ النَّارُ مَاءَ القِدْرِ مُطْلَقَةً
كَذَاكَ يُتْلِفُكَ الإِرْضَاءُ يَا خِلِّي
فَاضْحَكْ أَوِٱبْكِ وَكُنْ ما شِئْتَ مُنْشَغِلًا
بِكُلِّ حَالِكَ وَٱتْرُكْ حَالَةَ المِثْلِ
وَقِسْ حَيَاةَ جَمِيعِ الخَلْقِ عَنْ خُلُقٍ
على حَيَاتِكَ في تَرْكٍ وفي شُغْلِ
وإن أَتَتْكَ مِنَ الدنيا مَوَافَقَةٌ
لِلرَّأْيِ وَالنُّصْحِ فَاحْمِلْهَا عل الكَهْلِ
وَكُنْ على حَذَرٍ مِنْ كُلِّ سَاحِبَةٍ
إِنَّ العُيُوبَ على الإطلاق كَالحَبْلِ
ما أَسْهَلَ السَّحْبَ وَالأَحْبَالُ بَارِزَةٌ
وَالسَّاحِبُ اليَوْمَ مَسْحُوبٌ مِنَ الرِّجْلِ
فَاهْتَمْ بِنَفْسِكَ وَاغْتَمْ مِنْ مَعَايِبِهَا
تَرَى سِوَاكَ كما تَرْجَو عَلَى شَكْلِ
وَإِنْ تَعَلَّمْتَ أَشْيَاءً فَوَائِدُهَا
تَزِيدُكَ الفَهْمَ فَاحْذَرْ قِلَّةَ العَقْلِ
وَازْدَدَ بِفِعْلِكَ تَطْبِيقًا لَهَا أَدَبًا
فَإِن َّ لِلزَّلَّةِ الكُبْرَى صَدَى الطَّبْلِ
بقلمي أنور محمود السنيني
عقلت : ربطت . نظرت : انتظرت.
##
ممانشر بتعديلات
عَجَائِبُ النَّاس لا تَخْفَى على عَقْلِ
وَلَسْتُ مُسْتَثْنِيًا صَحْبِي ولا أَهْلِيْ
إذا عَقَلْتُ رِقَابَ المالِ مُحْتَرِزًا
منه التَّشَرُّدَ كَنُّونِي أَبَا البُخْلِ
وَإِنْ تَفَضَّلْتُ لِلرَّحْمَن ِ مُبْتَدِئًا
قالوا : يُبَاهِي ذَوِي الإِحْسَانِ بِالفَضْلِ
وَإِنْ نَظَرْتُ عُفَاةَ الدَّارِ تَسْأَلُنِي
قالوا : أَمُنْتَظِرًا يَأْتُوهُ بِالسُّؤْلِ؟
وَإِنْ بَسَطْتُ يَدَ المَعْرُوفِ تَكْرِمَةً
قالوا : يُضِيفُ بِهَا مِنْ شُهْرَةِ الفِعْلِ
وَإِنْ تَكَلَّمْتُ قالوا : زَادَنَا هَذَرًا
وَإِنْ تَبَلَّمْتُ يَعْزُونِي إلى القُفْلِ
أَطَلْتُ بِالشِّعْرِ قالوا : تِلْكَ مسْهَبَةٌ
قَصَرْتُ أُخْرَى فَعَدُّوهَا مِنَ القَل ِّ
أَخْذْتُ بِالذَّنْبِ قالوا : لو حَلُمْتَ بِهِ
تَرَكْت ُ لِلرَّب ِّ قالوا : بِئْسَ مِنْ ذُل ِّ
صَلُبْتُ حتى أعابوني فَإِنْ وَجَدُوا
سَهْلًا أذاعوا بِأَنَّ الضُّعْفَ في السَّهْلِ
صَبَرْتُ لِلأَمْرِ قالوا : الصَّبْرُ مَسْكَنَةٌ
وَإِنْ جَزعْتُ أَشَارُوا لِي : على مَهْلِ
أُرَافِقُ الجِيدَ قالوا : زِدْتَ رُفْقَتَهُ
أُفَارِقُ النَّذْلَ ذَمُّوا فُرْقَةَ النَّذْلِ
وَإِنْ تَوَسَّطْت ُ في كُل ٍّ سَمِعْتُ لَهُمْ :
مَا بَالُهُ خَارِجًا عَنْ طَبْعِهِ الأَصْلِي؟
فَيَا لَهَا مِن ْ طِبَاعٍ مِن ْ سَمَاجَتِهَا
آمَنْتُ حَقًا بِأَنَّ الحَصْرَ لا يُسْلِي
أرى رِضَى النَّاس ِ في الأيام ِ مَسْأَلَةً
تَخَلَّدَتْ عندهم مِنْ دُونِمَا حَل ِّ
لَكِنَّنِي لا أَرَى ذَا العَقْلِ يَجْهَلُهَا
مادام يَبِغِي رِضَى الرَّحْمَن ِ بِالكُل ِّ
مَالِي وَلِلنَّاسِ في الأزمان يَا خِلِّي
كُلٌّ على حَالِهِ فَلْتَنْتَبِهْ مِثْلِي
إِرْضَاءُ غَيْرِكَ سَيْفٌ حين تُشْهِرُهُ
رَأَيْتَ قَبْضَكَ سَيْفًا خَالِيَ النَّصْلِ
حَرْبٌ رِضَى النَّاسِ وِّالمُرْضِي ضَحِيَّتُهَا
فَلَا تَكُنْ رَاضِيًا بِالبَأْسِ وَالقَتْل ِ
وَدَعْكَ في طَبْعِكَ الرَّائِي مَحَاسِنَهُ
ما مَيَّزَ الفَهْمَ بين العِلْمِ وَالجَهْلِ
إِرْضَاءُ غَيْرِكَ نِيرانٌ بلا لَهَبٍ
كَمَاءِ قِدْرِكَ فَوْقَ النَّارِ ما يَغْلِي
لو تَرْشفُ النَّارُ مَاءَ القِدْرِ مُطْلَقَةً
كَذَاكَ يُتْلِفُكَ الإِرْضَاءُ يَا خِلِّي
فَاضْحَكْ أَوِٱبْكِ وَكُنْ ما شِئْتَ مُنْشَغِلًا
بِكُلِّ حَالِكَ وَٱتْرُكْ حَالَةَ المِثْلِ
وَقِسْ حَيَاةَ جَمِيعِ الخَلْقِ عَنْ خُلُقٍ
على حَيَاتِكَ في تَرْكٍ وفي شُغْلِ
وإن أَتَتْكَ مِنَ الدنيا مَوَافَقَةٌ
لِلرَّأْيِ وَالنُّصْحِ فَاحْمِلْهَا عل الكَهْلِ
وَكُنْ على حَذَرٍ مِنْ كُلِّ سَاحِبَةٍ
إِنَّ العُيُوبَ على الإطلاق كَالحَبْلِ
ما أَسْهَلَ السَّحْبَ وَالأَحْبَالُ بَارِزَةٌ
وَالسَّاحِبُ اليَوْمَ مَسْحُوبٌ مِنَ الرِّجْلِ
فَاهْتَمْ بِنَفْسِكَ وَاغْتَمْ مِنْ مَعَايِبِهَا
تَرَى سِوَاكَ كما تَرْجَو عَلَى شَكْلِ
وَإِنْ تَعَلَّمْتَ أَشْيَاءً فَوَائِدُهَا
تَزِيدُكَ الفَهْمَ فَاحْذَرْ قِلَّةَ العَقْلِ
وَازْدَدَ بِفِعْلِكَ تَطْبِيقًا لَهَا أَدَبًا
فَإِن َّ لِلزَّلَّةِ الكُبْرَى صَدَى الطَّبْلِ
بقلمي أنور محمود السنيني
عقلت : ربطت . نظرت : انتظرت.
##
ممانشر بتعديلات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق