بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 24 فبراير 2019

الشاعر حسن رمضان ////////////////////////////////////////// زوّروا هويتي

زوّروا هويتي
**********
هم زوّروا هويتي
وأنا أرفضُ هذه الهوية
عالمٌ عربيٌّ يثيرُ الخجَلْ
غزلٌ بين ذئبٍ وحمَلْ
يهوديٌّ يمتطي ظَهرَ جمَلْ
ويا أسفي
أرى الذئبَ يا سيدتي بكوفيّة
كأنَّ الكعبةَ بيتُهم
إشتروها من اللهْ
يتصرّفُ كلُّ حاكِمٍ كأنّهُ إلهْ
مَنْ أورثَهم الذهبَ الأسوَدْ ؟
مَنْ أعطاهم هذا الجاهْ ؟
بالتأكيدِ ليس اللهْ
ليتَ الجامعةَ جامِعةٌ
ليتها نظيفةٌ غير مُلوّثةٍ بقذارةٍ عِبريّة
إنّي أرى القحباءَ تؤمُّ المُصلّينْ
أرى حُكّاماً " مثليينْ "
وأرى النفطَ على طاولة الميسرِ
أراهُ في علب الليلِ يُستبدل بمتعةٍ جنسيّة
هم زوّروا هويتي
وأنا أرفضُ هذه الهوية
*****
كانتْ فلسطينَ حبيبتهم
وادّعوا ذاتَ يومٍ أنَّ القدسَ قِبلتَهم
إختطفها العِبريُّ
إغتصبَها أمام أعيُنهم
تجاهلوا صُراخها
ما سمعوا : وااااااا عرباهْ
ما سمعوا : أنا مدينة الله
وضعوا القطنَ في آذانهم
كانوا وما زالوا سُكارى
صبّوا الخمرَ على جسدها العاري
إنّي أخجلُ بهويتي
مُزوّرةٌ هويتي
والجامعةُ ليستْ جامعتي
والأمّة النائمة ليستْ أمّتي
أنا إبنُ أُمّةٍ عربيّة
ربُّها واحدٌ
لا تعبدُ الأصنامَ أمّتي
وليست أمّتي يا سيدتي جاهلية
أُمّتي للقُدسِ أُمٌّ
للبيوتِ والمنازلْ
أُمّتي للحقِّ أُمٌّ
للشهيدِ والمُقاتلْ
أُمَّتي للعِزِّ أُمٌّ
للسلاحِ والقنابلْ
أنا إبن أُمّةٍ عربية
أفهم الحكايةَ جيّداً
أمريكا خطَّطَتْ
الجامعةُ نفّذَتْ
سيفشلُ المُخطَّطُ
وسيفشلُ المُخطِّطُ
فأمّتي عربية
لن تكونَ ضحية
وعقلُها في رأسها
لا ليسَ في أقدامِها
هي أمَّةٌ غير التي بشاشةٍ فضائية
هي أمّة الإنسانْ
لا أمّة الجرذانْ
هي أمّةٌ عربية
أنا لستُ من أمّةٍ يُتقنُ أُدباؤها مسْحَ الأحذية
ويُتقنُ شعراؤها مدْحَ الأنظمة
في أمّتي
المكتباتُ ليستْ عاقراً
والفكرُ ليس مُدجَّناً
أمّتي واحدةٌ
ليستْ أُمما
أمّتي ماردةٌ
ليستْ عدَما
أُمّتي تاجُ الوجودْ
لن تكونَ قدَما
أمّتي جيلٌ مُقاومٌ لا يُنكِّسُ علَما
إرتدَتْ أمّتي عباءة الحسينْ
وشمسَ كربلاءْ
جنوبيةُ الطعمِ أمّتي
زينبيّةُ الوفاءْ
فدائيّة النهجِ أمّتي
وفي الدمِ حاتميّةُ العطاءْ
يُبسملُ فيها الصباحْ
يتفاخرُ فيها السلاحْ
أمراؤها الشهداءْ
سيدتي
هذه الجامعةُ ليستْ جامعتي
إشتراها الملوكُ
والملوكُ عبيدٌ عند قاتلتي
عظّمَ اللهُ لنا الأجرَ بها
لا رحمة الله عليها
لا تحزني
ستولدُ أُمّةٌ واحدةٌ تُمزّقُ خارطة الذُّلّْ
ستعودُ للنفطِ رائحة الفُلّْ
الشمسُ عائدةٌ إلى العواصمْ
البسمة عائدة إلى المباسمْ
في أمّتي معاهدٌ تُعلّمُ فقهَ العروبةِ
وتعلّمُ فِقهَ الماءِ والطّينْ
وتُعلّمُ فقهَ فلسطينْ
وتُعلّمُ فقهَ المُقاومينْ
قسَما بربِّ الزيتونِ والتينْ
ستعودُ أغاني البحّارينْ
ستعودُ مناجلُ الحصّادينْ
ستعودُ سواعدُ البنّائينْ
ستعودُ مغازلُ الحائكينْ
قسَماً بربّ العالمينْ
ستأكلُ الأمّةُ من زرْعِها
وستلبسُ من صُنعِها
لن تكونَ الصلاةُ بأثوابِ الطُّغاةْ
فثوبُ صلاتنا عربيّْ
قرآنُنا عربيّْ
رسولُ اللهِ إلينا عربيّْ
هذه الجامعةُ ليستْ جامعتي
فجامعتي يا سيدتي دمُها عربيّْ

********
حسن ابراهيم رمضان - لبنان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق