بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 5 فبراير 2019

كريم القيسي /////////////////////////////////////////////// أذوب عليك

أذوب عليك
أذوبُ عليكِ من وجْدي غراما
و أكشفُ في محبَّتِك اللثاما
و أصدحُ بالمُخَفّى في فؤادي
لأنَّ الحبَّ في قلبي استقاما

و شاعرةٍ خلوت بها فقالت
فصارت كلُّ ابياتي كلاما

تبادلنا القصائدَ و القوافي
و أطلقنا لرقَّتِنا الزماما

همسْتُ لها بأغنيةٍ بأنّي
أُجيزُ بمذهبي العشقَ الحراما

فجارتني بهمسٍ و انسجامٍ
فأيقضنا البلابُل و الحماما

وقفنا ساعةً ألقي و تُلقي
بما يذكي بقلبينا الضراما

كموسى حينما ألقت عصاها
يراعاً سحرُهُ ابتلعَ الأناما

فأين هواجسمُ الخيامِ منها
و قيسُ بن الملوحِ حين هاما

فوَحيُ الشعرِ أودَعَها القوافي
لترسلَ في بلاغتِها السهاما

بأروعِ ضحكةٍ و لطيفِ قولٍ
و ثغرٍ فاحَ عطراً كالخزامى

كأنّ بأضلعي جمرٌ تلظّى
مخالفاً القواعدَ و النظاما

فإنّ النارَ تُحرقُ كلَّ شيءٍ
و نارُك ِ أصبحت بردا سلاما

فأطفأت اللهيبَ كأنّ خمراً
يَصبُّ السكرَ في رأسِ الندامى

ترى من اين جئت و كنت ارجو
مجيئك صابراً عشرين عاما

بها شابَ العَذارُ و ذابَ قلبي
و دَبَّ الوهنُ فانتخرَ العِظاما

و ساقتني الحياةُ الى فتاةٍ
ترى حبي لشاعرةٍ حراما

تفتّشُ بين أوراقي و شعري
و أحلامي فتكْرَهُ إنْ أناما

تشكّ بضحكتي و حنوِّ قلبي
فتحسبُها انتقاصاً و انتقاما

و أغربُ ما بها لومي و تركي
فلم أرَ بين حالَيها انسجاما

فلا ليلي كباقي الناس يَهنا
و لا عيني تذوّقتِ المناما

انا و الليلُ أُهزِمُهُ هموما
فيوسعني اكتآباً و انهزاما

ألا يا ربُّ انت خلقتَ نفسي
و تمنعني المطامحَ و المراما

أتمنحني المودّةَ مستهيماً
على كِبَرٍ و تمنعني غُلاما

كريم القيسي ٢٠١٣

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق