بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 1 أبريل 2016

***في غرفة الانعاش******بقلمي*** ام ماهر

ماهر ميدو

***في غرفة الانعاش***
حين دخلت إلى المشفى لم اكن ادرك حقيقة مايمكن ان يحدث
قضيت ايام معدودات هناك وقدتصادقت مع الممرضات وصرنا اسرة واحدة هناك
الفترة التي قضيتها في المشفى كانت من اجمل ايام حياتي لاتستغربوا
ابتعدت عن المشاكل والقيل والقال والمشاجرات اليومية في المنزل
وبعدايام تقرراجراء العمل الجراحي
ودعت صديقاتي الممرضات بابتسامة كبيرة بينما كن يمسكن بلسرير الذي سار بي إلى غرفة العمليات
لم اكن ارجونجاح العمل الجراحي صدقا كنت اريداي شيئ يريحني من الألم والحياة معا
والغرفة كانت غريبة الشكل والاضاءة طغت على المكان والاطباء حولي وعلى رأسهم استاذهم الطيب المستشار القانوني في المشفى
لاادري رغم الالم الذي كان يعتصرصدري غيراني لم اشعربالرهبة ولم تخفني الآلات ولا مقص الجراحة ولا منظرالاطباء وهم يدرسون حالتي.
ماهي الا لحظات حتى اصبحت في عالم اخر والموادالمخدرة اخذت تسري في جسدي
وسرعان مااحسست بان اغطية كثيرة تلقى فوق جسدي
وثقل كبير كبير احتل راسي
مرالوقت بطيئا جدا وساعتين كاملتين وانا مازلت في غرفة العمليات فحالتي كانت دقيقة جدا وعمل جراحي في الثدي ليس بلامرالهين
وفجاة فقدت السيطرة على احساسي وايقنت بأني ميتة لامحالة
الطيب يطلب مساعدة لاني فقدت التنفس واصبح بني وبين الموت خطوات
وسارعوا على انعاشي بلاكسجين وروحي ترفض كل شي
واستمرت المحاولة وصوت امي يخترق مسمعي وانين اختي ينتشرفي المكان
وابني يبكي بحرقة وهوابن العامين والنصف العام وينادي ماما ماما
وضحيج ضحيج لف المكان ثم هدا الضجيج
وكان هذا اخرعهدي في غرفة العمليات
الجميع يبكون رحيلي وانا مقيدة مابين الموت والحياة لااقوى حتى على فتح عيني والنظر الي الجميع
احسست بان ايدي ملائكة الرحمة تحملني برفق وتضعني في نعشي والجميع توقفوا دقيقة صمت واعينهم تودعني الوداع الاخير
وصوت ابني مازال يخترق سمعي وصوت امي لايكاد يهداوفجأة احسست بنعشي يسير ببطئ نحوالباب الخارجي للمشفى
واحساس فظيع بلبرد يخترق عظامي
رغم ان قافلة نعشي تسيربي إلى مثواي الاخير
وفجأة احسست بعودتي إلى الحياة واحدالاطباء يساعدني على التنفس بلاوكسجين
فتحت عيني لاجدالطبيب عرفان يمسك يدي وابتسامة عريضة ارتسمت على شفتية وهويقول
خوفتينا عليكي الحمدعلى السلامة
انتي في غرفة الانعاش
***بقلمي***
ام ماهر
تحية خالصة من قلبي إلى الدكتور عرفان العوا اينما حطت رحاله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق