الشاعر : احميده الصولي - تونس
قصيدة الطريق
****
دَمِيَ المَسْفوحُ جُرحٌ، في عيُونِ الضَّوْءِ لَاحْ
دَمِيَ المَسْفوحُ عِطْرٌ، زَخَّهُ اللَّيلُ علَى وَجهِ الصَّباحْ
دَمِيَ المَسْفوحُ شَكْوى، فِي الْتِواءَاتِ الرِّيَاحْ
دَمِيَ المَسْفوحُ هذا الحزنُ، ذاك الانشِراحْ.
وأَنَا مازِلْتُ أقْوى مِنْ سُلالَاتِ النُّواحْ.
مَركَبي فَوقَ شَظايا الحُزنِ، بَلْ فوقَ الجِراحْ.
****
إنها أوسمةُ الخزي على كلّ الجِبَاهِ المُطرِقَهْ
فاشْهَدي أيتُها الْأرْضُ سَرابَ الْكَلِماتِ،
وَأَمَاني الصَّمتِ هَذي المُوثَقَهْ
****
صَوْتِيَ الشَّمْسُ وأنْغامُ الرَّبيعْ
صَوْتِيَ الحُبُّ وَإِيمَانِي المُريعْ
غَادِرِي حُنْجُرَتِي أَيَّتُها الآهُ، وَنَامِي فِي عِظَامِي
ظَاميٌ هَذَا الْمَدَى، مُنْتَفِخٌ حَدَّ الزُّكَامِ.
وأَنَا مازلتُ في الدرب، وقلبي ثائرٌ حدَّ الصِّدامِ
أيُّنَا الْخِنْجَرُ؟ مَن مِنَّا ذَبِيحُ الانْتِقَامِ ؟
****ْ
غَازِيًا جِئْتُ صَحَارَى الْكَلِماتْ
وَعَنِيفًا كُنْتُ كَالسَّيْلِ، فَصَوْتِي عَرَبِيّْ
وَمَوَاعِيدِي زَمَانُ الشَّمْسِ، يَا لَيْلَ الْحَياةْ.
جُرْحِيَ الدَّامِي صُراخٌ أبَدِيّْ
وَاغْتِرَابِي، سَفَرٌ طَالَ، وَأَشْواقِي نَبَاتْ.
وَضُلُوعِي احْتَرَقَتْ، ضَجَّتْ وَمَادَتْ،
قِيلَ لِي خَلْفَ الضُّلُوعِ الْقَلْبُ مَاتْ.
أَيُّهَا الْقَلْبُ تَأَهَّبْ، لنغني.
اخْلَعِ الْآن، ألاَعِيبَ التَّمَنِّي.
يَا عُيُونِي لَا تَنَامِي، واهْزَئِي إنْ شِئْتِ مِنِّي
فَعَصَافِيرُ بِلَادي سَافَرتْ مِنْ، غَيْرِ إذْنِ.
****
أشرقي شمسَ جراحي
فبُخارُ الثلج هذا متعِب حدّ النواحِ.
ودمائي تسفح اليوم على كل طريقْ.
لست مشلولا، ولكني أسيرٌ في طليقْ.
أحصدُ الغدر بكفٍّ،
وبأخرى أتَلهَّي باختِلاجاتِ الشُّروقْ.
يا زمان الغدر، والقيدُ رفيقْ
لك مني جولة فيها يهب المستفيقْ.
وبريقُ الزَّيفِ يَخبُو، حَيثما لاَحَ البَريقْ.
****
لِلِّقاءِ العَربيِّ العُمْرَ غنَّيتُ،
وحبري لم أزلْ فيهِ أُريقْ.
يا صَديقي، يا صَديقي، يا صَديقْي يا صديقْ،
يا صَديقي، يا صَديقي، يا صَديقْي يا صديقْ،
هذه تَبقَى، وتَبقَى هذه ضَوءَ الطَّريقْ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق