بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 28 أغسطس 2018

آخر مواسم الانتظار
أشتم عطرك
مع الخريف القادم
من بعيد
أتدثر أنفاسك الدافئة
حتى لا يصيبني
البرد وأنا واقفة أنتظر
وابتسامتي
ترنو لذاك الغريب
شالي الأحمر يرفرف
يهلل للحبيب
جاء الخريف
ولم تأت
وانتظرتك تحت
شرفات العذاب
يجلدني الصمت
وسياط العتاب
كل مضى
وأنا تائهة
في زقاق مدائنك
تحاصرني
وشوشات المساء
رتلتها في مسمعي
ذات يوم
حبيبتي سأعود
وأنا أحمل خمائل
النرجس وباقات الأقحوان
وأغزل من نجوم
السماء عقدا
يزين جيدك
في مساءات الخريف
الحالمات
لتراقصيني
على ضوء القمر
وحين يهزمني حنيني
وأمواج الشوق في
تنساب
أمد يدي
فتحتضن السراب
تائهة قدماي
تتعثر بوحل الخراب
تشتت دروبي
وأنت تمارس
طقوس جنونك
بالصمت والارتياب
أناديك ولا جواب
وتخبرني الشوارع والطرقات
مابقى غير ظل أحباب
أبكي رفات ذكراك
أم أناجي حلم الشباب
حزينة أمسيات الخريف
باهتة شمسها
تطل بحياء من خدرها
بيني وبين الخريف
أسرار وأسرار
وألف حكاية
وألف ألف حوار
وأنا أنتظر منه
أخبارا وأخبار
يحملها في كل موسم
يرتلها مزهوا بافتخار
قد كنت أدمن انتظار الخريف
كعاشقين بلهفة يتهيآن للقاء
في كل عام
يأتي الخريف
محملا بعبيرك
فتسكر الروح نشوى
وتغزل من صوت الريح
لحنا وأنغاما
ونسافر على جناح السحاب
حين عبرت ببالي
ممتطيا خيباتي
ووجهك موشوم
تحت الأهداب
يأتي الخريف
ويمضي الصيف
ويعشش الغراب
فوف أسقفي
وترحل السنونو
من حقلي
وما دققت الباب
انتظرتك
مع بزوغ الصباح
في مواسم الزرع
في صيحات الصغار
في مواوايل النساء
في أهازيج الفلاحين
في الحقول
في رقصات البنات
ولم تأت
موجع غيابك
حد الموت
مر خريف
وخريف
عاد دونك
كثكلى وارت
عزيزا تحت التراب
وجلست تبكيه
بدمع مدرار
ماذا أقول
وقد جف حبري
ماذا أقول وقد
بح صوتي
وأنا أصيح في
المدائن
من رأى غزالا شاردا
في الأزقة والممرات
أو فوق أسطح العمارات
بين الفصول
أو بين القارات
جاء قطار وغاب قطار
لفته غمائم الدخان
وقد هدني الإنتظار
سألت عنك المارين
سألت عنك العابرين
الغادين والعائدين
وتسرق مني أيامي
وسنيني
وفرحتي و ظمئي للقاء
إلى أين المفر
وأنت المستقر
وأنت مزروع في الوتين
في تنهداتي
في آهاتي
في حزني
في شهقاتي
وظلالك ممتدة في وجداني
سابح في دمائي
ومقيم في شراييني
ويمضي خريف من العمر
وقد أعلنت الإنسحاب
وتناثرت أحلامي
ورماها الخريف
على قارعة الطريق
وأعلنت الإغتراب
مثل ما تبعثر الريح
وريقات الشجر
وتساقطت دموع
الفؤاد معلنة بداية الشتاء
عل أمنياتي
تولد من جديد
وتلوح باللقاء
أو سيطوى الكتاب
خليل نعيمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق