بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 30 أغسطس 2018

هيثم مكي 

{{{مطيتي نحو الجنان}}}
.

أُمـــّاهُ مِن قَدَمَيْـكِ قـطْ أَتنَفّسُ
نبضي وأوردتي هوىً تتلمَّسُ
.
من قبّلت أقدامها قممُ الربا
سجدت جبالٌ حولها تتقدّس
.
خاطتْ بكِ الكِلماتُ إذّ وظّفتُها
نسْجا لِحُبُّكِ حيثُ باهت تلبسُ
.
فَحَمَلْتِني تِسْعاً تُجَافينَ الكرى
ألمُ المخاضِ على جِباهِكِ يَعْبُسُ
.
وسطورُ وجْهِكِ قِصّةٌ قد زادها
بالشَوقِ أن تَجْني رؤى ما تحّرْسُ
.
لثمُ الرضاعةِ قد برى منك الحشا
فأرى عطاءَكِ نبْعةٌ لا تيأسُ
.
يا جنّتي إن قارعتْني كُربتي
بحْرٌ يُماوِجُ بالحنانِ مُقدَّسُ
.
شمْسُ الزمانِ بكِ استنارتْ طلْعةً
وتفيّأتْ غُرَرُ الكواكبِ تَأْنَسُ
.
فجْرٌ دوامَ الدهرِ يُربي طاقتي
وتَلَحُّفي ووسادتي إذْ أَنْعسُ
.
وضحىً يُنير بجبهتي في ظلمتي
راح الضياء يقوتُ منه ويقبسُ
.
وتهدهدين جبين همي مسحة
يغدو هنيئا كلُّ ما أتوسوس
.
كابدتِ في مضضِ الحضانة ترْتجي
صلواتُ نَذْرِكِ في رجائِكِ تَجْرسُ
.
وأرى يدَيكِ مِظَلّتي في مَضْجَعي
إنْ قضَّ حُلْمي ساعةً ما يُبْئِسُ
.
يا ترْبةً بدمائِها كان الحَيَا
تُفْدي ثِماراً لا تضُنُّ وتحْبِسُ
.
مِحرابُ قلْبِكِ مَرْتعٌ لِطفولتي
تَدوي جراحي أم أراها تهْمِسُ؟
.
وحكايتي بين الأُناسِ أقولُها
عُرْفانُ فَضْلِكِ ما يزالُ أجالسُ
.
يا شمعةً ذابتْ تُضيْءُ أزِقّتي
حينَ الضياء على حِمايَ يعَسْعِسُ
.
فحَملْتِ عنّي كُلَّ خَطْبٍ ساءَني
وحفِظْتِ عنّي-إنْ عَيَا-ما أدْرُسُ
.
وَطَني ألوذُ به فتُزْلِفُ جنّتي
أو مَوقِدي حينَ العوَاصفُ تَقْرسُ
.
فتَفِيْءُ تحتَ حذائِكِ غُرّتي
فَيَسودُ دِفْؤُكِ بالفُؤادِ ويَغْرِسُ
.
يامن رِضاكِ مِنَ الرحيمِ فرِيضةٌ
وسُدُورُ فِردوسي عليه تُؤسَّسُ
.
فجَناحُ ذُلّي ما حييْتُ سأخفِضُ
وأظلُّ بالإحسانِ فيه أُكرّسُ
.
مَنْ نالَ مِن أقدامِ أُمِّهِ رَشْفةً
فَلَقدْ ربا – قسماً – وغَيْرُهُ مُفْلِسُ
.
☆☆☆☆☆
بقلمي : هيثم مكي ( تيم الله )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق