هذه القصيدة درّستُها لطلّابي أعوامًا دراسيّة عِدّة،
لكنني لمْ أفهمْها حقًّا
إلاّ حينَ عِشْتُها في مَرَضي ورحلةِ علاجي التي لمْ تنتهِ :
" مصطفى حمزة "
إلى حضن أمي
للشاعر الإماراتيّ مانع سعيد العُتيبة :
-----------------------------------
لمـاذا إلـى حُضـــــــــنِ أمّـــــــــي أردُّ
إذا ضـاعَ ســـعـيٌ وأخفـق كَــــــــــــــدُّ
أما زلـت طفــــلًا أمِ الأمُّ تبقــــــــــــــى
مـلاذًا أخيـرًا إذا جَـــــــــدَّ جِــــــــــــــدُّ
حنانـك أمّـي فإنِّــــــي تعـبــــــــــــــــتُ
ومن ناظريـك القـوي أســــــــــــــــتمـدُّ
خُذينـــــــــــــــــي إليـكِ ولا تســـأليـنـي
لمـاذا ؟؟ لأن الســـــــــــــــؤال يَـهــــــدُّ
وحين تضمِّين رأسـي ســـــــــــــــأبكـي
فحزني شـــــــــديـدٌ وصبـري أشـــــــــدُّ
بِـربِّـكِ لا تســــأليـنـي لـمــــــــــــــــــاذا
فأســــــــبـابُ همـِّي أنـا لا تـُعَــــــــــــــدُّ
تعلمت منك الرضـى بالقضــــــــــــــــاء
إذا مـا أتانــــــا بـمـــــــــــا لا نـَـــــــــوَدُّ
شــــــــــحذت على صخرة الصبر سَيفي
ولكـنَّ ســــيـفَ القضــــــــــــاءِ أحَـــــــدُّ
أُصبت بأكثر مـن ألـفِ جـــــــــــــــــرحٍ
وكنـت لأبـوابِ ضَـــــعفـي أســــــــــــــدُّ
ومـا قلـــــــــــــــــتُ آهٍ إذا جـــدَّ جُــــرحٌ
وفي كُـلِّ يـومٍ جراحــــــــــــــــي تجـــــدُّ
تعلمـتُ منــــــــــــــكِ بـأنّ الأمـانـــــــــي
تظـلُ سَــــــــــــــــرابـًا لمَـن لا يـكــــــــدُّ
وأنَّ حيـــــــــــــــــاةَ الخُـنـــوعِ جحـيـــــمٌ
فعشـتُ أحـــــــــــــــــاربُ مَــن يســــتبـدُّ
وحققتُ ألـفَ انتصــــــــــارٍ ولكــــــــــــنْ
خِضَـمُّ المعـاركِ جــــزْرٌ وَمَــــــــــــــــــدُّ
وها أنا ذا عدت يا أمـــي طفـــــــــــــــــلًا
إليــــــــكِ فصـــــــدرُك عـطـــــــفٌ و ودُّ
ومالي سِــــــــــــواكِ يكفكـفُ دمعـــــــــي
وعنـي سِــــــــــــــهـامُ الهمـومِ يصـــــــــدُّ
حرصـــــتُ على العَهْـــــــد أمّــــي كثيـرًا
فما من رحيلي إلـى العـِــــــزِّ بُـــــــــــــــدُّ
ولا تحسَـــــــبي أنَّ بأســــــي تَداعـــــــــى
فلـي همـَّــــــــــــةٌ بَحرُهـا لا يُـحَـــــــــــــدُّ
تعبـــــــتُ وأرغــــــــــــبُ أن أســـــتـريـحَ
ومن قال لا يســــتريـح المُجِـــــــــــــــــدُّ ؟
خُذينـــــي وضُــــــمّي لصـــــدركِ رأســـي
فمـــــــــا لــــــــكِ في الحُــــبِّ يا أمُّ نِـــــــدُّ
إذا أغرقتْنـي هُمـــــــــــــــــومُ الحـيـــــــــاةِ
وجـدتُ يـَـــــدَ الأمِ نحــــــــــــوي تُمــــــــدُّ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق