بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 17 أكتوبر 2019

Gasan Sh ///////////////////////////////////// (( وعودٌ كَاذبة ))

(( وعودٌ كَاذبة ))
كم من مرةٍ واعدتني الريح أن تحملني قصاصة ورقٍ
وتلقيني في الغابات العذراء ..
لأكون فراشةً طليقةً بين الزهور البرية !
وكم من مرةٍ واعدني البحر أن يحملني شراعاً على مراكب الصيادين
ويبحر بي إلى الجزرالمنسية
والريح تمزقني هناك وأصبح غزالًا شارداً
أصْغي لتلاطم الأمواج بصخورالشطآن !
وكم من مرةٍ واعدتني النار أن تصهرني
وتذيب كل الشوائب العالقة على حواف جرحي
ثم تعيدني بنقاءٍ وتشكلني كضوء النجوم
ببرق صارمٍ أكثر مرونةً وأصلب من الفولاذ !
وكم من مرةٍ واعدتني الأشجار قبل أن تتعرى لأيلول,
أن تتركني غصناً أخضراً على مدى الفصول
وفرعاً مزهراً يعانق الفضاء ..
وأكون ربيعاً دافئاً يحتضن كل الطيور المهاجرة !
وكم من مرةٍ واعدتني الغيمة المسافرة أن تحملني فوق السحاب,,
وتمر بي في متاهات الضباب
وعند الفجر تحطني قطرة ندى فوق البيلسان !
وكم من مرةٍ واعدني المطر أن يغسلني من الغبار..!
ويزخُ في قلبي مَزنٌ من الأشعار !
..والثلج أغواني وواعدني أن يلبسني عباءة البياض
كي أغطي كل مروج أحزاني !
والوطن الساحر واعدني أن يخلع رداء الحِداد ,
وينزع عن وجهي وشاح السواد !
كم من مرةٍ واعدني الوطن,,
أن أحيّا فيه حراً كإنسان
و يكون لي العشق والهوى وأغاني الحمام !
كلُ الوعودِ باتت كاذبةً..
فليس لك في هذا الكون سوى أصداء الشقاء
الشاعر غسان أبو شقير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق