بقلم: اعتدال الشوفي ...عذرا سوريا..
عذرا منكم ياسادة...
أنتم لم تخطئوا العنوان..
ولكن الحياة هنا هذه اﻷيام ..
توقفت عن الدوران..
أنكم في تلكم اﻷرض التي حملت..
كل أسرار الجمال ..
والقداسة عبر العصور.
واﻷزمان..
ولكن مايحدث هنا أفقد بوصلتنا ذاك الإتزان..
فاختلت المقاييس..
وتاهت الاتجاهات..
وتبعثرت الدروب..
وتماهت اﻷلوان..
فقط بلون دماء أطفالنا..
لتخالف قوانين الكيمياء..والفيزياء..
عذرا مرة أخرى من نيوتن وقرصه وألوانه..
فلا بدورانه يعطي بياضا. .
ولا توقفه يظهر كل ألوان قوس قزح الشهيرة..
لاشء غير احمرار الدماء..
واسوداد القلوب..
أنتم لم تخطئوا العنوان..
بل كل شيء لدينا اجتاحه الغبار ..
أواني الكريستال الانيقة ..
وتلك الزبادي..
والمشربيات الخشبية الفريدة..
تحطمت من هول الانفجار..
واخضرار أشجارنا تحول حطبا يدفئ بعضا من ليالينا...
ويحنو على قلوب الصغار ...
وورودنا شاخت..
وذبلت وجعا..
لما أجبروها السير في جنازاتهم المهيبة..
عذرا مرة أخرى ..
أيها السادة..
لقد أوجعت قلوبكم..
كما أوجعتنا ليالي الاحتضار..
أنتم فعلا لم تخطئوا العنوان..
أنتم هنا في أرض الشام..
بل هي شموسنا باتت تائهة..
هذه اﻷيام..
وحمائم اﻷموي هاجرت..
بانتظار أن يعود السلام..
فاعذرونا إن لم نحسن ضيافتكم..
فإنشغالنا في لملمة شظايا حربنا..
أتعبتنا وبددت مدخراتنا..
وبدلت ضحكاتنا..
بتلك اﻷحران..
فعذرا وعذرا..
إنها تلك العبارة:
أهلا..بكم..في سسسسسسوريا..
قد أذابها..
ذاك الانصهار..
.... ...... .....
.... .... بقلمي
2016/8/20 ...
اعتدال الشوفي...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق