بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 23 أكتوبر 2016

لا تسَلْني ............22-10-2016 د.عماد الكيلاني


لا تسَلْني
22-10-2016
لا تسَلْني عما كان يوماً من الاحلامِ !
كان شيئاً إسمه الكفاحُ غابَ في المَنَامْ
لا تسَلني كلا عن أي شيءٍ عن كفاحي
إني نسيتُ مبادئي هناك وبعتُ سلاحي
إني تركتُ كل شيء خلفي لأظلّ صاحي
إني قد تعوّدتُ منذُ اليومَ نِسيانَ الجراحِ!
لا تسلني عن كل اسراري وعني واخباري
إني قد تركتها هناك في مدافنِ الإنتحارِ
وما أبقيتُ لي شيئاً حتى طريقي لداري!
فتنازلتُ عن كلِّ شيء له معنى انتصارِ
لا تسلْني عما كنتُ أفعلهُ ذات يومٍ بالخفاء
كنتُ معتوهاً كما تقولُ أو مجنونَ الانتماءِ
مثلما عشقتُ يوماً بلادي لكنها ملاذُ الغرباءِ
كانت لنا حلمٌ واليومَ أضحت رمز الابتلاءِ !
لا تسلني عن متاهات التفاوض والخيانة
كلا ولا عن الذين ضيعوا الحقوق والأمانة
من أتوا من خلف شمسِ الحق إلى المهانة
من كانوا مشردينَ يوماً وعادوا للقاءِ العَوانَه
لا تسلني عما جرى عقدان من وهم السلامْ
ألف ألفُ كتابٍ ألّفوا وما أكثروا إلا الكلام !
قد رسموا خططاً كثيرةً واعلنوا القولَ بالاوهام
جمعوا اصحابهم في دياجير التآمرِ والظلام
قد أعلنوا فجأة أنهم ماضون في عين الطريق
وأنهم جاءوا لينقذوا ما تبقى من ارض الغريق
عملوا معاً رسموا الخرائطَ أظهروا روح الفريق
كانوا يوهمون الناسَ أن البناء مكتملاً له بريق
لا تسلني كم كان وهماً ما قيل عن الصمود
قد حلُمنا كثيراً عن الصلحِ وعن نثر الورود
قد سهرنا يالٍ لنستفيقَ فإذا الصلحُ مع اليهود
فكُلُّ شيء سلّموه وما تبقى من أرض الجدود
لا تسلني عن الماضي عن الايام عن الشبابْ
عن احلامهم عما لأجله ناضلوا فصَارَ كالخَرابْ
عن السجنون التي امتلأت عن عذابات الغرابْ
فالسنينُ التي مضت كانت مثل أرضها اليبابْ
لا تسلني عن بلادٍ كانت ذات يوم بلاد المسلمين
كانت تسمى العروسُ .. أرضُ الجنان فلسطين!
كانت لنا حلم الرجوعِ وفي القلوب الشوق والأنين
كانت ولم تزلْ جنةٌ رغم الأسى أرض الخالدين !
لا تسلْني أي شيء عرفناه عن حياة اللاجئين
من تشرّدوا في المنافي في اغترابٍ كنا واهمين
عن احلامنا التي زرعنها بساتين ورد وياسمين
ما وجدنا هناك سوى المتاعبَ او ذلّ الحاقدين
لا تسلْني عن العمرِ يقضيهِ الشبابُ بالسجونْ
عن حالة الموتِ البطيءِ هناك وعن الجنون !
هناك آلافٌ تاهت بهم سنين العمرِ ينتحرون
عن شبابٍ صاروا شيوخاً بالعمر تبكيهم عيونْ
لا تسلْني عمّن أتى بهم اليهود سمّوهم الحاكمين
أتوا بهم في دياجير ليلٍ عن لصوصٍ مارقين !
عن زعاماتٍ هم بنوها واشتروها بديل اللاجئين
ليحكموا ما تبقى من بلادٍ بحرابٍ لهم وسكينْ !
لا تسلْني عن حال الضياع التي تفشّت والفسادْ
كل شيءٍ أتوا به سمّموا به الناس ودنّسوا البلاد
جاءوا بأستار الظلام جموعاً مثلَ أسرابِ الجرادْ
كيف أصبح الشعبُ أسيراً للوهمِ محكوماً بِعَادْ!
لا تسلْني عن أشكال نهبٍ وَسلبٍ واختلاس !
عن الارض التي كانت قبل أن تُدارُ بالأنجاسْ
عن الاقصى الحزين الذي بأقدام الغزاة كالمداسْ
فالبلادُ قد ضاعت باختلافٍ بين فتحٍ وحماس !
لا تسلْني عن حال الجنون التي حلّت والخنوعْ
عن شعبٍ تضوّرَ في عهد الضياعِ والركوع !
عن أمهاتٍ ثكالى عشنَ المهانةَ بانهارِ الدموع
عن قلب جدّي الذي ملأ المكان بالحزنِ مفجوعْ
لا تسلْني عن خياناتٍ أسَّست لحكمِ الظالمين
في بلادٍ كانت ذات يومٍ بلادُ العزِّ للمسلمين!
عن الشامِ التي تمزّقَتْ أوصالها وعراقٌ سجينْ
عن يمانٍ دمَّروا كيانها زادها الأسى حزناً وأنينْ
لا تسلْني لا تسلْني لا تسلْني سؤال الأغبياء
كفانا ما شهدناهُ في عصرٍ تولّاهُ الاشقياء !
فقد أصاب القومَ هماً دواعشاَ ونصرةً ودهاءْ
لن يعود الحقُ إلينا يوماً دون طردِ الاتقياء !
أعجبنيعرض مزيد من التفاعلات

هناك تعليق واحد:

  1. لاتسلني عن المهانة..
    قد اغرقت كل الطامحين ..

    فعل بعد القهر غي الاستهانة..
    بكل عرض او دم او دين

    ردحذف