خَمْسٌ وخَمْسونْ
شعر/ لطفي ذنّون
*****
خَمْسٌ وخَمْسـونَ في الرَمْضاءِ والنَارِ
أما شَبعْتَ منَ اللأواءِ يا ساري!!
أشْقَى بِهِنَّ، وفـوْقَ الصدْرِ جاثِمةٌ
جِبالُ هَـمٍّ وأوْهامٍ وأوْزارِ
خَمْسٌ وخَمْسونَ في الظلْماءِ أحْمِلُها
وكُنْتُ فيها غريبَ الأهْلِ والدارِ
قد ضاعَ مِنِّي السَنَى أوّاهُ وانْقَطَعَتْ
عن الأحِبَّةِ فيها كُلُّ أخْباري
كيْفَ السبيلُ ورُوحي اليَوْمَ مُنْهَكَةٌ
ولَسْتُ أقْوَى على حَمْلٍ وأسْفارِ؟
طَوَيْتُ صفْحَةَ عُمْرٍ ما دَرَيْتُ بهِ
وليْسَ يَنْفعُ تَسْويفي وإنْكاري
يا غُرْبة الرُوحِ في أرْضٍ شَرَدْتُ بها
وما ظَفرْتُ بمأْمولي وأوْطاري
ما عُدْتُ يوْماً بتاجِ العِـزِّ ألْبِسُهُ
وما اتَّشَحْتُ بإكْليلٍ منَ الغارِ
حَسْبي مِنَ البيدِ ما لاقَيْتُ مِنْ عَنَتٍ
اليأسُ حَظِّيَ والمَنْفِيُّ أشْعاري
ما قيمةُ العَيْشِ في صحْراءَ تمْكُرُ بي
تُحْصي عليَّ الْتِفاتاتي وأفْكاري
يا سارِيَ الليْلِ خَيْلي في الدُّجى رَحَلتْ
هل يُشْتَرى العُمْرُ ( مِثقالاً بدينارِ )!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق