في الأدب الساخر
قصة قصيرة بعنوان: حصاد الأسبوع
جلست الصديقات الثلاثة نهاية الأسبوع في الحديقة العامة كالعادة ليروحن عن أنفسهن بعض الشيء وليسردن لبعضهن تفاصيل مجريات أسبوع مضى، فقد جرت العادة أن تقدّم كل منهن تقريرا مفصّلا عمّا فعلته خلال أيّام الأسبوع للإفادة والنصح والإرشاد.
* يؤسفني أن أخبركن – قالت السيدة فطينة بلهجة المستاء- أنّ تقاريرنا هذا الأسبوع لا تبشّر بالخير مطلقا، فهي المرة الأولى منذ بداية حربنا مع كنائننا نبتلى بهذه الخسارة الفادحة يؤسفني فعلا أن أقول: أنّنا استخففنا بدهائهن ومكرهن، وسأعرض عليكن في الحين حصاد الأسبوع ولنبدأ بالسيدة بديعة.
فقد أصيبت المسكينة بارتفاع حاد في الضغط الدموي ما استلزم بقاءها تحت الرقابة الطبية لمدة أربع وعشرين ساعة، والسبب في ذلك جبن ابنها أمام كنتها فقد ظلّ يتغذى على المعلبات لأنّ زوجه المبجلة ظلّت مشغولة بالإستعداد لعرس صديقتها، وهو الذي كان يطالبها يوميا وبالحاح شديد تحضير مالذ وطاب من أطعمة لأنّه يرفض تناول الأكل الجاهز.
أمّا السيدة رقيقة فقد أصيبت هي الأخرى بوعكة صحية شديدة أبقتها طريحة الفراش معظم أيام الأسبوع، وهذا بسب ابنها المدلل عديم المسؤولية الذي قرر فجأة ودون مراعاة لمشاعر والدته مناداة زوجه "بنور عيني" وهي لا تصلح حتى أن تكون لمبة في غرفة – للإشارة فقط هذا ما ذكر في تقرير السيدة رقيقة مع أنه غيبة يا صديقة- أضافت السيدة فطينة، فقد أدركت المسكينة أنّها فقدت مكانتها لدى ابنها الذي منح المرتبة الأولى في حياته لكنتها.
ذرفت السيدة رقيقة دمعة أو دمعتين وهي تتمتم: لن أتنازل عن مكاني لأحد، هو مجرد تعثر فقط.
لتكمل السيدة فطينة حديثها وهي تقول:
*أمّا عن صديقتكم المتحدثة فقد انتكست هي الأخرى انتكاسة كبيرة بعد أن اطلعت كنتها على تقارير الأشهر الماضية واكتشفت خطط المجموعة السرية، ولهذا المصاب الجلل تشرفت المستشفى باستضافتها لأيام متتالية ومازالت تعاني لحد الساعة من ويلات هزيمتها.
*يا لها من خسارة مروعة فعلا – قالت السيدة رقيقة- ، أقترح أن نعقد هدنة لمدة أيام نسافر خلالها إلى منتجع صحي نسترد فيه أنفاسنا ونشحذ هممنا من جديد ثمّ نعود مرة أخرى لساحة المعركة وكلنا عزيمة واصرار على هزيمتهن.
*أظن أيضا أنّه الحل الأسلم- قالت السيدة بديعة- لأنّه كما يبدو يجب أن أحضر نفسي لما سيجود به ابني علي من مفاجآت.
*وعليه قررنا- أضافت السيدة فطينة- نحن شلة الباسلات عقد هدنة طارئة مراعاة لصحة الأمهات ويحدد تاريخ استئناف معارك الحرب في موعد لاحق، وبهذا ينتهي حصاد الأسبوع.
بقلمي صبرينة صيفي
قصة قصيرة بعنوان: حصاد الأسبوع
جلست الصديقات الثلاثة نهاية الأسبوع في الحديقة العامة كالعادة ليروحن عن أنفسهن بعض الشيء وليسردن لبعضهن تفاصيل مجريات أسبوع مضى، فقد جرت العادة أن تقدّم كل منهن تقريرا مفصّلا عمّا فعلته خلال أيّام الأسبوع للإفادة والنصح والإرشاد.
* يؤسفني أن أخبركن – قالت السيدة فطينة بلهجة المستاء- أنّ تقاريرنا هذا الأسبوع لا تبشّر بالخير مطلقا، فهي المرة الأولى منذ بداية حربنا مع كنائننا نبتلى بهذه الخسارة الفادحة يؤسفني فعلا أن أقول: أنّنا استخففنا بدهائهن ومكرهن، وسأعرض عليكن في الحين حصاد الأسبوع ولنبدأ بالسيدة بديعة.
فقد أصيبت المسكينة بارتفاع حاد في الضغط الدموي ما استلزم بقاءها تحت الرقابة الطبية لمدة أربع وعشرين ساعة، والسبب في ذلك جبن ابنها أمام كنتها فقد ظلّ يتغذى على المعلبات لأنّ زوجه المبجلة ظلّت مشغولة بالإستعداد لعرس صديقتها، وهو الذي كان يطالبها يوميا وبالحاح شديد تحضير مالذ وطاب من أطعمة لأنّه يرفض تناول الأكل الجاهز.
أمّا السيدة رقيقة فقد أصيبت هي الأخرى بوعكة صحية شديدة أبقتها طريحة الفراش معظم أيام الأسبوع، وهذا بسب ابنها المدلل عديم المسؤولية الذي قرر فجأة ودون مراعاة لمشاعر والدته مناداة زوجه "بنور عيني" وهي لا تصلح حتى أن تكون لمبة في غرفة – للإشارة فقط هذا ما ذكر في تقرير السيدة رقيقة مع أنه غيبة يا صديقة- أضافت السيدة فطينة، فقد أدركت المسكينة أنّها فقدت مكانتها لدى ابنها الذي منح المرتبة الأولى في حياته لكنتها.
ذرفت السيدة رقيقة دمعة أو دمعتين وهي تتمتم: لن أتنازل عن مكاني لأحد، هو مجرد تعثر فقط.
لتكمل السيدة فطينة حديثها وهي تقول:
*أمّا عن صديقتكم المتحدثة فقد انتكست هي الأخرى انتكاسة كبيرة بعد أن اطلعت كنتها على تقارير الأشهر الماضية واكتشفت خطط المجموعة السرية، ولهذا المصاب الجلل تشرفت المستشفى باستضافتها لأيام متتالية ومازالت تعاني لحد الساعة من ويلات هزيمتها.
*يا لها من خسارة مروعة فعلا – قالت السيدة رقيقة- ، أقترح أن نعقد هدنة لمدة أيام نسافر خلالها إلى منتجع صحي نسترد فيه أنفاسنا ونشحذ هممنا من جديد ثمّ نعود مرة أخرى لساحة المعركة وكلنا عزيمة واصرار على هزيمتهن.
*أظن أيضا أنّه الحل الأسلم- قالت السيدة بديعة- لأنّه كما يبدو يجب أن أحضر نفسي لما سيجود به ابني علي من مفاجآت.
*وعليه قررنا- أضافت السيدة فطينة- نحن شلة الباسلات عقد هدنة طارئة مراعاة لصحة الأمهات ويحدد تاريخ استئناف معارك الحرب في موعد لاحق، وبهذا ينتهي حصاد الأسبوع.
بقلمي صبرينة صيفي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق