بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 16 سبتمبر 2018

مقال في أصول الحوار للكاتب : يحيى محمد سمونة -


مقال

في أصول الحوار

/ 3 /


القوة هي واحدة من أهم معززات الحوار الإيجابي البناء، حتى إنه ليقال: إن فلانا يتكلم من مصدر قوة.

و طبعا ليس المراد بالقوة هنا القوة المتغطرسة التي تجبر الآخر على الانصياع لاملاءات الآخر تحت سطوة التهديد و الوعيد !

بل، هي: 1 - قوة الحجة و البرهان. 2 - قوة الرأي السديد و المنطق السليم المحكم الذي لا سفهة فيه. 3 - قوة الفهم الدقيق المحكم للمفردة و اللفظة و العبارة اللغوية، بحيث توضع الكلمة - عند إنشاء الحوار - في مكانها دون نقص أو عيب يظهر فيها أو عليها. 4 - قوة العلم و الفكر و المعرفة، فكلام الجاهل المحاور تجده من أسوأ أنواع الكلام! قد خلا تماما من منطق و تماسك و حجة! و إنما قوام كلام الجاهل يتراوح ما بين تزمت و تحجر و عناد! 5 - قوة الواثق المستيقن من صحة ما يقول - أي قد خلا كلام المحاور القوي من ظنون، و من سوء فهم، و من تخريص، و من شك و ريبة و تخمين وتردد - 6 - قوة البيان و سلامة الطوية سواء من حيث الظاهر أو الباطن.
و إن كل كلام - عند التحاور - يشوبه غموض و تورية و تقية و تمويه! فهو كلام ضعيف مهلهل لا تقوم به حجة و لا يعتمد عليه و لا يعول عليه في بناء حكم أو قرار في المسألة التي هي في موضع نقاش و في محل حوار. 7 - أن تكون قوة المحاور قوة ذاتية مستقلة و ليست قوة اعتبارية - بمعنى: أن يكون المحاور قويا في ذاته و ليس قويا بمن هو خلفه. فهو - أي المحاور - صاحب رأي و قرار و مسؤولية، من غير أن يضرب بغير سيفه، و من غير أن يعتد بطوابير الدهماء خلفه. 8 - أن تكون الفكرة أو يكون موضوع الحوار واضحا كالشمس في رابعة النهار، فلا لبس ولا غبشة ولا غشاوة في موضوع الحوار ! لعله بذلك يكون قويا مثمرا

إن كثيرا من المصطلحات التي يتم التحاور فيها عبر كثير من ساحاتنا و مجامعنا الثقافية اليوم تجدها قد خلت من وضوح و من تأصيلات تجعل المحاور فيها على بينة من أمره فيما يريد أن يقوله فيها؛ و مثال ذلك/الحرية و الديمقراطية و العلمانية و المواطنة و الدين و الحضارة و العلم و الثقافة و ..و غير ذلك كثير /

أيها السادة و السيدات:
إن من به عقدة نقص فليس له أن يجلس مجلس حوار ، ذلك أن المحاور يجب أن يكون سيد نفسه، و ألا يكون مداسا لهوجاء البشر

- و كتب: يحيى محمد سمونة -

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق